عبرت شخصيات إسلامية فرنسية بارزة عن خشيتها من أن يؤدي اشتباه السلطات المحلية في مسؤولية الشاب الفرنسي من أصل جزائري محمد مراح عن حادثة تولوز، إلى تنامي ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين في فرنسا. وحذر هؤلاء من أي خلط بين الدين الإسلامي والإرهاب، وناشدوا المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمع إجراؤها في 22 أبريل/نيسان المقبل الامتناع عن استغلال هذه القضية لتحقيق مآرب انتخابية.وقال رئيس الائتلاف المناهض لكراهية الإسلام في فرنسا سامي دباح إن لديه مخاوف جدية من أن يفضي الاشتباه في مسؤولية مراح -الذي لقي مصرعه الخميس الماضي أثناء اقتحام الشرطة شقته بتولوز- عن تلك "الجرائم النكراء" إلى "تفاقم موجة العداء للإسلام وتصاعد الاعتداءات على المسلمين.وأضاف الناشط الحقوقي للجزيرة نت أنه لا يستبعد أن تعمد عناصر من اليمين الفرنسي إلى ارتكاب أفعال معادية للمسلمين "تستهدف الأشخاص والمعالم كالمساجد والمقابر". واعتبر دباح أن اتهام مسلم بارتكاب هجمات تولوز "زاد الطين بلة"، لافتا الى أن منظمته رصدت 298 فعلا معاديا للمسلمين في فرنسا خلال عام 2011، مقابل 188 عام 2010.ووفق الناشط الحقوقي فإن أغلب تلك الأفعال تمثلت في اعتداءات بدنية ولفظية إضافة إلى ممارسات تمييزية في حق مسلمين.وطالب دباح مسلمي فرنسا بإبلاغ السلطات الرسمية "فورا بأي اعتداء قد يستهدفهم، وألا يخالجهم في ذلك أي شعور بالذنب"، مشيرا إلى أنه وفي إطار القضية الحالية فإن "القاتل المفترض لا يمثل إلا نفسه والمسلمون لا علاقة لهم بالأفعال المنسوبة إليه".وأشاد الناشط الحقوقي بموقف الزعماء السياسيين الفرنسيين وممثلي الطائفة اليهودية الذين أعلنوا فورا رفضهم لأي خلط بين الإسلام والجرائم المقترفة في جنوبي غربي البلاد.الحملة الانتخابية إلا أن رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، محمد الموساوي، أعرب عن خشيته من أن ينهار إجماع النخبة السياسية على رفض أي ربط بين الإسلام والعنف "إذا ما حمي وطيس الحملة الانتخابية الجارية".وكشف المسؤول الديني للجزيرة نت أنه طالب أثناء لقاء جمعه مؤخرا مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بأن يتخلى الساسة والإعلاميون الفرنسيون عن نسبة كل متهم بالإرهاب ذي أصول إسلامية إلى الدين الإسلامي.وتساءل "لماذا حينما يرتكب مسيحي أو يهودي جريمة إرهابية يربط بانتمائه السياسي وليس الديني فيقال مثلا إنه ينتمي لليمين المتطرف أما حينما يقترف مسلم فعلا مماثلا، فيطلقون عليه إرهابيا إسلاميا؟".وأوضح الموساوي أنه حريص أيضا على أن يعرف الرأي العام الفرنسي أن 80% من ضحايا الإرهاب هم من المسلمين، واعتبر رئيس المجلس الإسلامي أن التصدي لظاهرة التطرف لدى بعض الشبان المسلمين الفرنسيين يستدعي تصحيح الوعي الديني وتعميقه، مشيرا إلى أنه طلب من السلطات الفرنسية توظيف عدد أكبر من المرشدين الدينيين في السجون الفرنسية التي تقول أجهزة الاستخبارات المحلية إنها غدت مكانا لتفريخ الإسلاميين.من جانبه أكد مدير معهد الغزالي التابع لمسجد باريس الكبير أن حصول اعتداءات جديدة على المسلمين "احتمال وارد"، مطالبا الحكومة الفرنسية بالعمل على تقليص البطالة التي يعاني منها -حسب قوله- 40% من أبناء ضواحي كبريات المدن الفرنسية التي تقطن بها جاليات مسلمة.