دعا عميد مسجد باريس، «دليل بوبكر»، إلى «عدم الخلط بين الإسلام والإرهاب» عقب تزايد حالة الجدل في فرنسا ومخاوف من تنامي مشاعر الكراهية ضد المسلمين على خلفية الهجمات الأخيرة التي شهدتها مدينة «تولوز» والتي اتضح أنه يقف وراءها فرنسي من أصول جزائرية، وقال «بوبكر» إن «الغالبية من المسلمين في فرنسا يحترمون القانون ويلتزمون به». لم تمر التطوّرات التي شهدتها أمس قضية هجمات «تولوز» في أعقاب الوصول إلى المشتبه به في الوقوف وراءها الذي قال عنه وزير الداخلية الفرنسي بأنه من أصول جزائرية ويبلغ من العمر 24 عاما، دون أن تدفع الأوساط الإسلامية في فرنسا إلى التحرّك خصوصا أمام تزايد الحملات المعادية، وكان عميد مسجد باريس أوّل من دعا إلى عدم إلصاق صفة «الإرهاب» بالفرنسيين المسلمين. وقال «دليل بوبكر» في تصريحات إعلامية إن «99 بالمائة من المسلمين في فرنسا يحترمون القانون ويلتزمون به وإن قتل الجنود والأطفال ورجل الدين اليهودي عمل متطرف معزول»، كما شدّد على ضرورة «عدم الخلط بين الهجمات والمسلمين الذين يعيشون في البلاد». وفي تصريحات أخرى نقلها «راديو سوا» اعتبر «بوبكر» أن «نيكولا ساركوزي» يحاول تجنب أية ردود فعل عكسية في البلاد، وأضاف: «الأهم بالنسبة للرئيس هو وحدة الصف بالنسبة للشعب الفرنسي، كما أنه حريص على ألا يؤدي هذا العمل إلى الخلط بين الإسلام والإرهابيين». وذكر عميد مسجد باريس أن «ساركوزي حريص ألا يُنظر إلى جميع المسلمين في البلاد وكأنهم مسؤولون عن العملية التي نفذها الإرهابي الذي يدعي أنه باسم الإسلام قتل الأبرياء، لكنه بالنسبة لنا لا يمثل أيا من المسلمين، ويمثل نفسه فقط». ولم يستبعد أن تؤدي عملية توقيف المشتبه في هجمات «تولوز» إلى تعزيز شعبية «ساركوزي» الذي يسعى للفوز بفترة رئاسية ثانية. وتابع: «إنه حدث سياسي، وقد يؤثر بطريقة مهمة على مجرى الانتخابات، وبحسب المعطيات الأولية، فإن ردود فعل الرئيس ساركوزي مميزة، فهو الذي يشرف على جميع التحركات..». من جهة أخرى استنكر الرئيس التونسي «منصف المرزوقي»، عملية إطلاق النار أمام مدرسة يهودية في مدينة «تولوز» بعد أن وصفها ب «الجريمة الشنيعة». وذكرت الإذاعة التونسية الرسمية أمس أن الاستنكار جاء برسالة بعث بها «المرزوقي» إلى نظيره الفرنسي أعرب فيها عن «تعاطف تونس حكومة وشعبا مع الشعب الفرنسي وخاصة مع ضحايا الحادثة الشنيعة». في سياق ذلك أعلنت أمس مصادر رسمية فرنسية أن الشخص المشتبه في تنفيذه اعتداء ضد مدرسة يهودية وعناصر في الجيش فرنسي قبل أيام شاب من أصل جزائري «تربطه علاقات بالتيار السلفي الجهادي» تمت محاصرة منزله، فيما أكد الرئيس «نيكولا ساركوزي» أن «الإرهاب لن ينجح في تقسيم فرنسا». وقال وزير الداخلية الفرنسي «كلود غيان» إن المشتبه به يدعى «محمد مراح» وإنه ألقى سلاحه من إحدى نافذات شقته التي حاصرتها قوة النخبة في الشرطة الفرنسية في الساعة الرابعة من فجر يوم أمس، وأضاف متحدثا إلى صحافيين في موقع المداهمة أن «مراح» الذي «يزعم أنه من المجاهدين وينتمي للقاعدة، اشتبك مع الشرطة». وأوضح «غيان» أن المشتبه به البالغ من العمر 24 عاما، سافر إلى أفغانستان وباكستان عدة مرات، وأنه «كان يريد الانتقام للأطفال الفلسطينيين وأراد أيضا الانتقام من الجيش الفرنسي بسبب تدخلاته الخارجية». إلى ذلك كشف مصدر قضائي أنه تم اعتقال والدة «محمد مراح» وشقيقه ورفيقة شقيقه على ذمة التحقيق في قضايا الإرهاب والذي قد يستمر أربعة أيام، فيما أعلن وزير الداخلية أن اعتقال أقارب المشتبه به «يأتي من باب الاحتياط» وأن الشرطة أحضرت والدته للمساعدة على التفاوض مع المسلح المحاصر.