كشف وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن مباحثات تدور حاليا بين الفلسطينيين والإسرائيليين· ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن جودة القول في تصريحات للتلفزيون الرسمي إن (الأسباب الموجبة للجهود التي بذلها الأردن لاستئناف المحادثات كانت كسر الجمود)· وأشار إلى بيان كان صدر عن اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط في 23 سبتمبر الماضي تحدث لأول مرة عن أطر زمنية وضرورة أن تبدأ مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأن يكون هناك مدة شهر لعقد اجتماع تحضيري، ثم ثلاثة أشهر لطرح موضوع الحدود والأمن وستة أشهر لإحراز تقدم في هذين الملفين ثم مع نهاية عام 2012 اتفاق مبدئي على كل قضايا الحل النهائي بالقضايا التي تمس الأردن بشكل مباشر وهي تشكل مصلحة الأردن العليا· وأضاف: (وقد نجحت الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في كسر هذا الجمود حيث هناك محادثات جارية الآن، ونقول محادثات وليس مفاوضات مباشرة، استكمالا للجهود الأردنية ونحن مطلعون عما ينتج عنها)· وأشار إلى أن (ما نريده بالنهاية هو أن يبدأ الفلسطينيون والإسرائيليون بحديث مباشر ينتقل إلى مفاوضات مباشرة تعالج كافة قضايا الحل النهائي، وهذا هو السبيل الأمثل الذي من شأنه أن يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة ذات السيادة الكاملة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدسالشرقية وهذا موقف الأردن الذي لم يتغير)· ويُذكر أن (ماراطون) المفاوضات بين السلطة الفلسطينية حول الوضع النهائي قد انطلق منذ عام 1993 واستمر 18 سنة دون أن يحقق أي تقدم ملموس بسبب تصلب الطرف الإسرائيلي وكثرة مراوغاته ورغبته في إقامة (سلام) على المقاس يُنهي بموجبه القضية الفلسطينية برمتها بشكل مهين· وجمدت السلطة الفلسطينية المفاوضات منذ نحو عام، ولكن يبدو أنها ستعود إليها بضغط من أطراف إقليمية ودولية· إلى ذلك، عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس عن (إحباطه الشديد) إزاء استمرار تعثر ما أسماه (عملية السلام) مع إسرائيل منتقدا الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب عدم إنصافها للمطالب الفلسطينية بوقف الاستيطان· وقال عباس في مقابلة بثها تلفزيون فلسطين (نحن في إحباط شديد طبعا ويجب أن ندخل في مفاوضات جديدة نحصل فيها على دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967 ونحل كافة القضايا العالقة)· وتابع عباس (لكن هذا لا يبدو في ذهن الحكومة الإسرائيلية ولذلك قلنا لنتوقف ونتصارح ونأخذ الإجراءات التي نريد وما تقرره القيادة الفلسطينية نأخذه ونسير)· ووجه انتقادات للولايات المتحدة إزاء رعايتها جهود استئناف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية قائلا (بالتأكيد الطرف الأمريكي غير منصف) وبالتالي أصبح الفلسطيني (لا يؤمن بحل الدولتين لأن إسرائيل تواصل الاستيطان الذي أخشى أن يصل إلى المقاطعة) في إشارة إلى مكتبه شخصيا في رام الله بالضفة الغربية· وأضاف أن واشنطن تطالب الجانبين بعدم القيام بأعمال أحادية الجانب (لكن الاستيطان مستمر وعندما توجهنا إلى مجلس الأمن (للمطالبة بوقف الاستيطان) قامت القيامة علينا وبالتالي إذا كان لا أحد يستطيع أن يوقف إسرائيل عن الاستيطان سنذهب إلى كل الدنيا وليس لأحد علينا حجة)· وأكد عباس أن الخيارات الفلسطينية في المرحلة المقبلة مفتوحة ولن يتم استثناء أي خيار (فنحن لن نسكت ولن نتفرج على الأرض وهي تبتلع)·