الجزائر- انتهت أخر اللقاءات "الإستكشافية" بين الفلسطينيين والاسرائيليين مساء يوم الأربعاء في العاصمة الأردنية عمان بالفشل الذريع بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي ورفضه التام لوقف انشطته الإستيطانية ما يرسم مستقبل غامض لمفاوضات السلام بين الجانبين. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه مع العاهل الأردني في عمان يوم الاربعاء أن استمرار إسرائيل في سياساتها الاستيطانية دليل على "عدم وجود النية" لديها تجاه السلام. وعبر عباس عن "تنديده" بالسياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وخاصة النشاط الاستيطاني الذي"يشكل عقبة في وجه جهود السلام". وقال أنه "بعد اللقاءات الاستكشافية التي احتضنتها عمان بداية يناير الجاري سيتم تقييم الوضع والتشاور مع الملك الأردني تحضيرا لاجتماع لجنة المتابعة العربية في الرابع فبراير المقبل". ومن جهته أوضح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى اليوم لوسائل الاعلام ان سبب فشل اللقاءات بين الجانبين هو رفض الإسرائيليين وقف الإستيطان قائلا أن "اسرائيل لم تتقدم بأي خطوة". وعقد مفاوضون اسرائيليون وفلسطينيون عدة لقاءات استكشافية منذ 3 يناير الجاري في العاصمة الاردنية سعيا لاستئناف مفاوضات السلام الا ان الفلسطينيين اكدوا مرارا انه ان لم تنجح محادثات عمان حتى 26 يناير في وقف الاستيطان فلا يمكن استئناف المفاوضات مع اسرائيل . وكانت اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط (الولاياتالمتحدةوروسيا و الاتحاد الاوروبي و الاممالمتحدة) قد منحت الطرفين مهلة الى غاية 26 يناير لكي يقدما مقترحاتهما بالتفصيل بشان الحدود و الدولة الفلسطينية المقبلة والامن . ورعت الأردن هذه المفاوضات في إطار جهدها لكسر الجمود الذي يعتري عملية السلام منذ أزيد من سنة ونصف العام حيث أمل وزير خارجيتها ناصر جودة في أن تنقل الجانبين الى مفاوضات جادة ومباشرة تعالج كافة قضايا الوضع النهائي (الامن والحدود واللاجئين والقدس). وبعد انتهاء هذه اللقاءات "الإستكشافية" قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي اليوم أن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعا مهما خلال أيام لحسم موقفها بشكل رسمي من اللقاءات "الاستكشافية" مع إسرائيل. وأضافت عشراوي أن القيادة الفلسطينية أوقف اللقاءات الاستكشافية في المرحلة الراهنة وأنها ستجري تقييما للموقف من خلال اجتماع ستعقده وكذلك التشاور مع المسؤولين العرب بالخصوص مشددة على ضرورة "التعامل بجدية مع المرحلة القادمة والتي يجب أن تعري إسرائيل وممارستها وتعنتها إزاء الاستيطان وتهويد القدس". وحول الخيارات الفلسطينية في المرحلة القادمة قالت عشراوي أنه "يجب العمل على استعادة الوحدة الوطنية وإعادة تعريف السلطة الفلسطينية وتفعيل المسعى الفلسطيني للحصول على عضوية الأممالمتحدة بالإضافة إلى الحصول على عضوية في الوكالات والمنظمات الدولية حسب ما نراه مناسب والاستمرار في الأمور". وكان الرئيس الفلسطينى محمود عباس اشترط اعتراف اسرائيل بحدود الدولة الفلسطينية المستقلة مقابل العودة الى طاولة مفاوضات السلام المتوقفة منذ 2010 . وفي إطار الإعتراف بالدولة الفلسطينية اوضح وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى أمس الأربعاء انه وبتعليمات من الرئيس عباس سيتوجه بعد انتهاء اللقاءات الاستكشافية فى عمان الى الدول الخمس التى انضمت مؤخرا الى مجلس الامن الدولى للتعرف على مواقفها من طلب عضوية فلسطين فى الاممالمتحدة وحثها على اتخاذ مواقف اكثر ايجابية. وفي هذه الأثناء اعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه سيقوم بجولة إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل بغرض حث الجانبين الفلسطيني و الاسرائيلي على استئناف مفاوضات السلام. وأعربت روسيا أمس عن استعدادها للمساهمة في اقامة الحوار الفلسطيني-الإسرائيلي ولكنها طالبت بدورها إسرائيل بوقف العمليات الاستيطانية التي تنتهجها على الأراضي الفلسطينية. يذكر ان المحادثات المباشرة بين فلسطين واسرائيل توقفت في سبتمبر عام 2010 بعد أن رفضت إسرائيل ككل مرة تجميد النشاط الاستيطاني في الأرض الفلسطينيةالمحتلة مما دفع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالانسحاب من تلك المحادثات.