أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء في موسكو مع نظيره الرّوسي سيرغي لافروف أن سوريا سحبت (بعض وحدات الجيش من بعض المدن) تنفيذا لخطّة الموفد الدولي الخاص كوفي عنان، وقال: (قمنا بسحب بعض وحدات الجيش من بعض المحافظات تنفيذا للبند الثالث من خطّة عنان)، مشيرا أيضا إلى الإفراج عن عدد من المعتقلين والسّماح بدخول 28 وسيلة إعلامية إلى البلاد· من جانبه، دعا وزير الخارجية الرّوسي سيرجي لافروف إلى تسوية القضية السورية دون أيّ تدخّل خارجي، وذكر في المؤتمر الصحفي مع نظيره السوري أن بلاده تقف إلى جانب إرسال بعثة مراقبي الأمم المتّحدة إلى دمشق في أسرع وقت، وقال إن موسكو تدعو القوى الدولية إلى الضغط لا سيّما على المعارضة المسلّحة في سورية لوقف أعمال العنف في البلاد، وأضاف أن بلاده دعّمت مهمّة المبعوث المشترك للأمم المتّحدة والجامعة العربية كوفي عنان إلى سوريا، كما تدعو جميع الأطراف إلى تطبيقها· وتلزم الخطّة السلطات السورية بسحب القوّات الحكومية من المدن والبلدات، لتقوم المعارضة المسلّحة بعد 48 ساعة من ذلك بوقف إطلاق النّار بشكل كامل· وفي السياق، قال نشطون من المعارضة إن دبابات سورية قصفت مدينة حماة في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، كما سقطت قذائف (مورتر) على مناطق من مدينة حمص في اليوم الذي كان من المقرّر أن يمتنع فيه الرئيس السوري بشار الأسد عن استخدام الأسلحة الثقيلة ويسحب قوّاته من المدن· وذكر النشطون أن الدبابات ما زالت موجودة في المدينتين· وقال النشط وليد فارس إن القصف أيقظه من النّوم على الساعة الثامنة ونصف صباحا، وكان بوسعه أن يسمع سقوط قذيفة (مورتر) كلّ نحو عشر دقائق على أحياء في وسط وشرق حمص معقل الانتفاضة المستمرّة ضد الأسد منذ 13 شهرا· وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتّخذ من بريطانيا مقرّا له، إن الهدوء النّسبي ساد معظم المدن أمس الثلاثاء بعد أعمال عنف دامية خلال الأيّام القليلة الماضية، لكنه قال إنه لا توجد دلائل واضحة على انسحاب قوّات الأسد· كما لم ترد تقارير فورية عن العمليات من مقاتلي الجيش السوري الحرّ الذي قال قادته إنهم سيأمرون بوقف لإطلاق النّار فقط إذا تأكّدوا من أن قوّات الأسد بدأت الانسحاب وتوقّفت عن شنّ هجمات· وذكر المرصد السوري أنه لم يحدث قصف ليلي في بلدة مارع بريف حلب في شمال سوريا· وفي حي دوما بالعاصمة دمشق قال نشط آخر إن الدبابات ما زالت على مشارف البلدة صباح أمس الثلاثاء· وقال نايف حسن وهو مهندس إن قوّات الأمن في كلّ مكان، وأن هناك شعورا بأنها أعادت تمركزها عند المواقع الهامّة· وقال نشط آخر عرّف نفسه باسم أبي فراس إن قوّات الأمن والجيش ما زالت متمركزة في درعا، وأن نقاط التفتيش الأمنية ما زالت تفصل بين أحياء المدينة القديمة، وأضاف أن الجنود في نقاط التفتيش يظهرون بقوّة للتأكيد على أنهم موجودون·