* ونيسي: "برافو بيطاط·· وتصريحات ليفي ليست مفاجئة" اعتبرت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط، العضو بمجلس الأمة، أمس الأربعاء أن الجزائريين أعطوا صفعة بالمفكر الفرنسي الصهيوني برنار هنري ليفي حين لم يتجاوبوا مع دعواته لهم للفوضى، وعبرت، من جانب آخر، عن انزعاجها من موقف صحيفة وطنية شاركت في تنظيم ملتقى مرسيليا بفرنسا حول حرب الجزائر والمناظرة التي جمعتها بليفي صاحب الأفكار المتطرفة ضد العرب والمسلمين، وهي المناظرة التي استطاعت من خلالها رد اعتبار الأسرة الثورية برمتها بعد التشويه الذي لحقها من تصريحات الكاتب الصهيوني، ومن جهة أخرى أبدى المجاهدون وأعضاء الأسرة الثورية اعتزازهم بالأداء المشرف للمجاهدة الجزائرية خلال تلك المناظرة التاريخية· وأعربت المناضلة زهرة ظريف بيطاط في اتصال لنا معها أمس عن استيائها من الموقف الذي اتخذته صحيفة وطنية شاركت في تنظيم ملتقى مرسيليا حول حرب الجزائر والذي أجرت فيه المجاهدة مناظرة مع المفكر والكاتب الصهيوني برنار هنري ليفي الذي راح يشوه التاريخ الجزائري واصفا مجاهدينا بالمجرمين الذين قتلوا الأبرياء خلال الحقبة الاستعمارية، وذهب الكاتب اليهودي إلى أبعد من ذلك حينما ساوى بين مجاهدينا وشهدائنا الشرفاء والمستعمر الفرنسي الغاصب الذي مارس كل أساليب التعذيب والترهيب والقتل في حق شعب أعزل· وقد كان غضب المناضلة وأرملة المجاهد الراحل ظاهرا حينما ظنت أن الصحفي المتصل هو من تلك الجريدة التي شاركت في تنظيم الملتقى قبل أن نصحح الأمر ونعرّف بأنفسنا لتضحك مطولا ثم تسترسل في الحديث لتوضيح موقفها· وذكرت بيطاط أن الجريدة المذكورة كانت حاضرة خلال الملتقى ولكنها وقفت موقفا حياديا دون أن تحاول الدفاع عنها رغم الإهانات والشتائم التي كان يوجهها الكاتب الصهيوني إلى الشعب الجزائري حسب تصريحها، لتكتفي الصحيفة بكتابة مقالات تشيد بأداء المجاهدة دون أن ترد عن التصريحات المهينة لهنري ليفي -على حد تعبيرها-، وعن موقفها حول ترويج هذا الأخير لفكرة ما يعرف بالربيع العربي مستهدفا الجزائر، فقد صرحت المناضلة بأنها قد رفضت في البداية الكلام عن هذا الموضوع احتراما لحريات الشعوب العربية وتوجهاتها ولكنها فرحت برد الشعب الجزائري الذي جاء مخالفا لتوقعات الكثيرين، حيث أثبت أنه شعب واعي وصاحب تجربة كبيرة ولا يمكن لأي كان أن يحركه وإن تحرك فمعناه أنه اختار ذلك ولم يستجب لتحريضات بعض الأطراف -على حد قولها- أما عن سؤالنا حول ردود فعل الأسرة الثورية حول هذه الإهانات فقد عبرت بيطاط عن رضاها بما قدموه، مشيرة إلى أن كل فرد يختار الطريقة التي يراها مناسبة للنضال· وأكدت زهرة بيطاط أنها تلقت العديد من الاتصالات ومراسلات التهنئة من الأسرة الثورية التي أبدت اعتزازها بأداء المجاهدة في المناظرة التي جمعتها بالكاتب الصهيوني ليفي هنري، وأضافت أن الأسرة الثورية كانت حاضرة خلال الندوة الصحفية التي عقدتها أول أمس في قاعة الأطلس بالعاصمة وأثنت على أدائها المشرف الذي أعاد اعتبار الشهداء والأسرة الثورية والشعب الجزائري برمته بعد اعتراف اليهودي ليفي بهزيمته أمام واحدة من أبرز مناضلات الجزائر· من جهتها، اعتبرت المجاهدة زهور ونيسي، الأديبة الكبيرة وأول وزيرة في تاريخ الجزائر المستقلة، ما صدر عن ليفي هنري أمرا طبيعيا باعتباره فرنسيا يتعامل بمنطق المستعمر القديم الذي لم يتقبل مع مرور خمسة عقود انتصار شعب من العالم الثالث على قوة عسكرية ضخمة يساندها الحلف الأطلسي، لكن المدهش -حسب تصريح ونيسي ل(أخبار اليوم)- هو مقدار الحقد الكامن في نفس شخصية أوروبية فلسفية مثقفة والنظرة السطحية التي ميزت تصريحاته، إضافة إلى صبغة الذاتية التي غلبت على الفلسفة وفكر الحرية والاستقلال الذي ينادي به الفلاسفة عادة، وأضافت ونيسي أن ما حدث خلال المناظرة سيجعل بعض الأطراف تندم على برمجتها وسيجعل المطالبين بتجريم الاستعمار يتيقنون أنهم كانوا ولا زالوا على حق حين طالبوا بقانون رسمي يجرم الاستعمار· أما عن أداء زهرة بيطاط خلال المناظرة فقد وصفته ونيسي بالرائع فالمجاهدة -حسب تصريحها- واصلت الدفاع عن قضيتها التي ناضلت من أجلها وهي في عمر الزهور، لتقف اليوم أمام خصمها بصورة مشرفة أعطت أحسن مثل على حب الجزائر والنضال من أجلها·