* بن بلة نُقل ل"مرقده" في "عربة بومدين"! وسط أجواء حزينة، وأمطار متهاطلة، أبت إلا أن تشارك الجزائريين دموعهم على فقد رئيسهم الأول، انطلق بعد ظهر الجمعة الموكب الجنائزي للفقيد أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة من قصر الشعب (الجزائر العاصمة) متوجها إلى (مرقده) بمقبرة العالية، وعلمت (أخبار اليوم) أن العربة التي نقلت جثمان الزعيم الراحل بن بلة هي نفسها العربة التي نُقل بها جثمان الرئيس الراحل (الموسطاش) هواري بومدين· في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال، كان جثمان فقيد الجزائر أحمد بن بلة، قد وصل إلى مقبرة العالية، ليوارى الثرى بحضور مسؤولين سامين في الدولة ووجوه ثورية بارزة ووفود عربية وأجنبية شاركت في مراسيم دفن الفقيد، إضافة إلى حضور جمع غفير من المواطنين الذين أبوا إلا أن يكونوا حاضرين لتوديع المناضل رغم الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة عشية أمس بعد إلقاء النظرة الأخيرة عليه أول أمس الخميس بقصر الشعب· وقد تم أول أمس الخميس تنظيم مراسيم إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد بقصر الشعب بالعاصمة بحضور مسؤولين سامين وأعضاء في الحكومة وثلة من المجاهدين والمناضلين من رفقاءه· وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حاضرا بقصر الشعب لمرافقة الموكب الجنائزي باتجاه مقبرة العالية· وقد تم نقل جثمان الفقيد الذي كان مسجى بالراية الوطنية على عربة عسكرية مكشوفة رصت أطرافها بأكاليل من الزهور· وسلك الموكب الجنائزي المحاط بعناصر من الحرس الجمهوري الممتطية دراجات نارية الشوارع الرئيسية المؤدية إلى مقبرة العالية مرورا بشارع ديدوش مراد ثم بالبريد المركزي فشارع جيش التحرير الوطني· وقد اصطفت الجماهير على الرغم من سوء الأحوال الجوية على أطراف الشوارع التي يسلكها الموكب الجنائزي لتوديع رجل ارتبط اسمه بتاريخ الجزائر ابان ثورتها التحريرية وأثناء معركة التشييد· لقد خرج الجزائريون من مختلف الاعمار ليودعوا رجلا لم يثنه ثقل السنين من مواصله نضالاته على الصعيد الوطني والدولي اذ كان من الاوائل الذين ثمنوا مسعى المصالحة الوطنية بين الجزائريين· كما اختير الفقيد ضمن لجنة حكماء افريقيا للمساهمة في حل مختلف النزاعات وإيجاد الحلول لمختلف بؤر التوتر التي تندلع بين الفينة والأخرى في مختلف ربوع القارة السمراء· وكأن السماء حزنت هي الأخرى لرحيل هذا الرجل المناضل حيث لم تتوقف الأمطار عن الهطول بغزارة· وكان الفقيد أحمد بن بلة قد توفي يوم الأربعاء عن عمر يناهز 96 سنة في منزل أسرته بعد صراع مرير مع المرض، حيث دخل المرحوم إلى المستشفى العسكري عين النعجة بالعاصمة قبل حوالي شهر إثر وعكة صحية أدخلته في غيبوبة لساعات لكنه استعاد عافيته ونقل إلى بيته بعد يومين وصرح محمد بن حاج كاتب سيرته لوكالة الأنباء الفرنسية (فرانس بريس) أن الرئيس السابق (كان بخير يوم الثلاثاء لكنه شعر بإرهاق وصعد إلى غرفته لينام وتوفي بعد ظهر الأربعاء خلال نومه وكانت إلى جانبه ابنتاه مهدية ونورية) ورحل المجاهد والمناضل تاركا تاريخا حافلا بالإنجازات والعطاءات ابتداء من نضاله ضد الاستعمار الفرنسي إلى الجهاد الأكبر لبناء دولة الاستقلال والديمقراطية· وقد عبرت الأسرة الوطنية عن حزنها وأساها لفقدان أحمد بن بلة الذي اعتبره كثيرون أسطورة لا يمكن أن تتكرر ثانية حيث أعرب بن بعيبش رئيس منظمة أبناء الشهداء سابقا عن حزنه الكبير لرحيل أحمد بن بلة وصفه بأنه التاريخ نفسه وينتمي لجيل قلما يأتي به الزمان فجيل نوفمبر هو جيل -حسب تصريحه- هو جيل من فلتات الزمان، ووفاته هذه الشخصية يعد خسارة كبيرة بالنسبة للجزائر ودعا بن بعيبش للفقيد بالرحمة راجيا الله أن يلحقه بالشهداء والصديقين وأن يواسي الشعب الجزائري لفقدانه·