تميز حملة تشريعيات ماي عن ما سبقها من انتخابات لن يقتصر على العدد الكبير للأحزاب وكثرة المترشحين والقوائم الحرة، بل يتعداه إلى حجم الأكاذيب التي ارتأت الطبقة السياسية أن تتنافس في الترويج لها طيلة أيام الحملة التي يلجأ خلالها بعض السياسيين إلى تطبيق النظرية الدعائية الألمانية المعروف باسم وزير إعلام هتلر المدعو غوبلز صاحب مقولة (اكذب اكذب حتى تُصدق كذبتك)·· وربما نجحت أكاذيب غوبلز ووجدت من يصدقها، ولكن أكاذيب سياسيينا اليوم لن تجد من يصدقها، ولا تجد أحيانا حتى من يسمعها، رغم اجتهاد قادة الأحزاب في ملء القاعات ب(العباد) الذين يقصدون التجمعات الانتخابية للتسلية وملء الفراغ والفضول أكثر مما يقصدونها للاستماع لبعض الصدق وكثير من الأكاذيب·· ولم ينتظر بعض منشطي الحملة الانتخابية أن يتعوّد الجزائريون على (الكلام الفارغ) الكثير الذي يسمعونه، بل قصفوهم منذ اليوم الأول لحملة التشريعيات بكثير من الأكاذيب والوعود التي تبدو مستحيلة التطبيق، وسرق زعيم حزب جديد الأضواء من الجميع حين وعد بالقضاء على الفقر في الجزائر إذا فاز حزبه بثقة الناخبين، وجعلوا منه القوة السياسية الأولى في البلاد·