اختتمت مساء الإثنين فعاليات الملتقى الوطني حول مخبر المصطلح والمخطوط والأدب الجزائري المكتوب في الصحافة الذي تمحورت أعمال طبعته الأولى حول موضوع (التجريب في الرواية الجزائرية المعاصرة)· وعرف اللقاء الذي احتضنه معهد كلية الآداب واللغات والذي نظم من طرف قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة زيان عاشور بالجلفة على مدى يومين مشاركة 14 أستاذا وباحثا جامعيا من مختلف جامعات جزائرية حسب ما أوضحه الدكتور (خويلد محمد الأمين) رئيس اللجنة العلمية، بالإضافة إلى الحضور المكثف للطلبة الذين دأبوا على حضور فعاليات أشغال هذا الملتقى، ومن المحاضرات التي ألقيت بالملتقى محاضرة للدكتور إبراهيم شعيب بعنوان (تحليل رواية لونجة والغول لزهور ونيسي)، وأخرى بعنوان (تحول النظرة الإيديولوجية في الرواية الجزائرية المعاصرة) للأستاذ موسى عتيق من جامعة المسيلة، بالإضافة إلى محاضرات تطرقت إلى مختلف قضايا التجريب في الرواية الجزائرية المعاصرة مثل (المثقف المستلب في الرواية الجزائرية) للأستاذ لطرشي الطيب من جامعة الجلفة، لتأتي بعدها الأستاذة ميرة كربوعة والأستاذة نصيرة لكحل من جامعة الجلفة في مداخلة حول (التجريب في الفاتحة الروائية) كتاب الأمير لواسيني لعرج (نموذجا)، كما قدّم الأستاذ ميلود كاس من جامعة الجلفة مداخلة حول (الإستراتيجيات الفنية في الرواية الجزائرية المعاصرة) وكيف ساهمت في خلق الحركية والدلالية داخل الخطاب الروائي· وقد خلص الأساتذة المشاركون في هذا الملتقى أنّ التجريب في الرواية الجزائرية المعاصرة قد أنتجت الشيء الجديد الذي ساير الأدب العربي، كما أنها أصبحت فكرة يستطيع من خلالها الروائي تجسيدها وتبليغها للقارئ، فالتجريب الروائي حسب الأستاذ لطرشي رئيس الملتقى أفاد الرواية الجزائرية وأمتع القارئ لاكتساب مهارات وأفكار جديدة، حيث قال إنّ هناك بعض الروايات ما تميزت بأسوب راق جدا ولكن كانت هدّامة من ناحية الفكر، وقد استنتج الأساتذة المشاركون أنّ التجريب في الرواية يقوم على أشكال متنوعة تصنع بهجة أصناف سردية متعددة، بعضها واقعي، وبعضها الآخر (فنتازي)، وهناك توجه أثري تاريخي، وآخر ذهني فلسفي، كما نجد توجها شعبيا، أو تقديما رؤيويا لزمن مستقبلي، ويأتي التجريب في الرواية الجزائرية حسب الأساتذة المشاركون في هذا الملتقى بعد أزمنة تشكل كبيرة، إن قيست بالتجربة وليس بالزمن الذي يعد قصيرا بالمقارنة مع الرواية العالمية مثلا، وقد قال المشرف على الملتقى الدكتور الأستاذ (خويلد محمد الأمين) في تصريح ل (أخبار اليوم)، إنّ المشاركين في الملتقى خلصوا إلى ضرورة طبع أشغال هذا الملتقى في مجلة علمية محكمة، وهذا بالدعوة إلى البحث في هذه الشعبة، كما أوضح في سياق آخر الأستاذ الدكتور (لخضر حشلافي) رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى أنّ هذا الملتقى تم فيه ضبط مفهوم التجريب وآلياته في جميع الأجناس الأدبية، مؤكدا أن مثل هذه الملتقيات العلمية تهدف إلى وضع لبنات صلبة للبحث الأكاديمي بين مختلف جامعات الوطن في ميدان الأدب العربي·