* يوسف بن حليمة: "على الوزارة أن تعتمد على الكفاءات الجزائرية" أعلن بوعبد اللّه غلام اللّه وزير الشؤون الدينية والأوقاف أنه سيتمّ فتح مكتب للفتوى بمسجد دار الأرقم بشوفالي بالجزائر العاصمة، وذلك لتوحيد مصادر الفتوى وتمكين المواطن الجزائري الطالب للفتوى من الحصول على مبتغاه دون الخروج عن تعاليم المذهب المالكي، وهو الأمر الذي اعتبره بعض المختصّين بادرة خير للقضاء على (الفوضى الفقهية) وحلّ مشكل غياب المرجعية الدينية الذي يرغم الجزائريين على التوجّه إلى الفضائيات للحصول على إجابات لاستفساراتهم، ممّا خلق فوضى في تطبيق الشريعة الإسلامية في ظلّ اختلاف المذاهب وكثرتها· كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف في تصريح للصحافة على هامش حفل تدشين دار القرآن (الشيخ أحمد سحنون) ببئر مراد رايس بالعاصمة، أوّل أمس الثلاثاء، عن إنشاء مكتب للفتوى بمسجد دار الأرقم بشوفالي وذلك قصد توحيد مصادر الفتوى في الجزائر. وأكّد غلام اللّه خلال حديثه أن المكتب سيجيب عن كلّ تساؤلات المواطن الجزائري، وأضاف أن بإمكان طالبي الفتوى الحصول على أجوبة لجميع تساؤلاتهم عن طريق طرح استفساراتهم بالحضور إلى المكتب أو عن طريق الاتّصال الهاتفي، وأوضح أن المكتب سيحتضن شهريا مجموعة من المحاضرات والندوات· وأعرب الشيخ يوسف بن حليمة إمام مسجد (العربي التبسي) بحسين داي في اتّصال لنا به أمس الأربعاء عن ارتياحه للمشروع الذي أعلنت عنه وزارة الشؤون الدينية باعتباره قد يمثّل جزءا من الحلّ بالنّسبة لمشكلة غياب المرجعية في الجزائر، مضيفا أن الفكرة جيّدة مبدئيا لكن الأمر يعود في تجسيدها إلى القائمين عليها ومشدّدا على ضرورة أن تعتمد الوزارة على الكفاءات الجزائرية التي غيبت على حد تعبيره وذكر بعض الأسماء التي اعتبرها كفاءات لا يمكن الاستغناء عنها في مجال الإفتاء كالشيخ موسى إسماعيل، الشيخ كمال بوزيدي والشيخ عبد الحليم فابة. كما حمّل الشيخ يوسف الإعلام جزءا من المسؤولية في تهميش هذه الكفاءات وتغييبها، مؤكّدا أن الجزائر تملك من الكفاءات ما يمكّنها من إنشاء مجلس يحتكم إليه النّاس في أمور الإفتاء لكنها للأسف غير مستغلّة على حدّ تعبيره ، مستدلاّ على ذلك بقول الشيخ الغزالي: (فقراء يمشون على أرض من ذهب). وفي سؤالنا عن مدى جدوى هذا المكتب وفعاليته، أكّد الشيخ يوسف بن حليمة أن هذه الخطوة غير كافية وتحتاج إلى اهتمام أكبر بموضوع المرجعية الدينية التي ينظر إليها كموضوع ثانوي رغم خطورته حسب تصريحه ، مشيرا إلى ضرورة استحداث منصب مفتي الجمهورية الذي غيّب بطريقة مقصودة ومتعمدة على حدّ قوله · وتأتي هذه الخطوة كحلّ مؤقّت لمشكل غياب المرجعية الدينية الذي يعاني منه المواطن الجزائري الذي لا يجد مصدرا رسميا للفتوى والإجابات في المسائل الدينية، وهو ما يجبره على التوجّه إلى الفضائيات ومختلف الطوائف الدينية التي تبثّ فتاوى خاصّة بها وبعيدة عن المذهب المالكي في غالب الأحيان، وهو ما جعل المجتمع الجزائري يعيش في فوضى في ظلّ تضارب الرؤى والفتاوى وبعدها عن المذهب الرّسمي الذي يعتبر المشرع الرّسمي في الدولة الجزائرية. للإشارة، فإن هذه المبادرة التي أطلقتها وزارة الشؤون الدينية تعدّ بمثابة محاولة لتوحيد مصادر الفتوى في الجزائر، خاصّة بعد تلقّيها العديد من الانتقادات بهذه المسألة. وتأتي هذه الخطوة لتنضمّ إلى سلسلة جهود الوزارة في هذا المجال، حيث عملت على وضع نافذة بمفي موقّعها الرّسمي للردّ على أسئلة المواطنين غير أن التفاعل مع الموقع كان ضعيفا ولم يصل إلى المستوى المنشود· وللتذكير، فقد رفض رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في وقت سابق اقتراح إنشاء منصب مفتي الجمهورية، حيث أعلن غلام اللّه نهاية العام الماضي أن اقتراح مشروع استحداث منصب مفتي الجمهورية لم ينل الموافقة من طرف رئيس الجمهورية، وأشار إلى أن هذا المنصب (يبقى من صلاحيات الرئيس وهو من يقرّر إن كان ضروريا أو لا)·