لا يزال مستعملو حافلات النقل الحضري لم يهضموا الزيادة الأخيرة في أسعار تذاكر النقل التي أقرتها شركة "أوتوزا" منذ الخامس من شهر جويلية الفارط، بالرغم من مرور ما يقارب الشهر على سريان مفعول الأسعار الجديدة، حيث لا يخلو أي خط من الخطوط التي تستعملها الشركة من حدوث اشتباكات لفظية وملاسنات حادة من مواطنين ساخطين على الزيادة التي رأوها مبالغاً فيها يدفع ثمنها قابض التذاكر، وقد أصبحت حافلات النقل الحضري بالعاصمة إلى أشبه محاكم للتفريغ المواطن من همومه ومعاناته اليومية. وقد رفض الكثير من المواطنين التعامل بالزيادات الأخيرة، حيث يجبر القابض على دفعه الثمن الأصلي الذي كان معقولاً إلى حد ما، ولا يزال القابضون يجدون صعوبة كبيرة في التعامل على مستعملي حافلات النقل الحضري، ولم يجدوا أي تبرير لها، سوى الرمي بالمسؤولية على عاتق المديرية العامة ووزارة النقل. وفي كثير من الأحيان يضطر قابضو التذاكر إلى الفرار بنفسه من سخط المواطنين وغضبهم، على الزيادة الأخيرة في الأسعار والتي وصلت إلى 50 بالمائة في بعض الخطوط، والتي رآها المواطن غير مبررة ومبالغاً فيها كثيرا، ولولا تعقل الموظفين وتفهمهم للوضع لتحولت الحافلات إلى حلبات للملاكمة، وقد اعترف هؤلاء بأنهم يتفهمون وضعية المواطن المغلوب على أمره، وفي حديث لأحد العاملين على خط عين النعجة ساحة أول ماي والذي رفض نشر اسمه على صفحات الجرائد، أن هذه الزيادة مبالغ فيها كثيرا، وأنه من غير المعقول أن يدفع مواطن 30دج على مسافة بين حي عين النعجة وساحة أول ماي في حين يدفع آخر 50 دج فقط على الخط الرابط بين ولاية الجزائر ولاية البليدة، وأضاف المتحدث أن هذه المعاناة تزادا مع العائلات التي تجد نفسها تدفع "أتاوة" أو غرامة ب 200 دج مقبل تنقلها من حي إلى حي بالعاصمة. واعترف موظفي آخر بنفس الشركة انه يرى مبالغة كثيرة في الأسعار، مشيرا إلى أنه لو لم يكن موظفا بالشركة لما تقبل هذه الأسعار، ولكان له نفس رأي المواطنين، لذلك فهو يتعامل بلطف مع المواطن ولا يجبره على دفع السعر الجديد، قائلا: "نحن كلنا جزائريون، ونعيش نفس الوضعية، لو كنت مكان المواطن لما دفعت هذا السعر، إنه مبالغ فيه كثيرا". ومن جهتهم أكد المسافرون أنهم لن ينصاعوا للإجراءات الجديدة، حتى ولو كلفهم ذلك التنقل على الأقدام، لأنها غير مبررة ومبالغ فيها، وتساءل "حكيم ب" موظف بالعاصمة في الخمسينيات من العمر،"كيف أدفع 20 دج من موقف إلى موقف يمكن التنقل بينهما على الأقدام؟" وقال عمي الطاهر شيخ في السبعينيات من العمر من حي بوزريعة يقل حافلات الأوتزا يوميا للتسوق بساحة الشهداء: "أن هذه الأسعار جعلته يمتنع عن عادة التسوق اليومية، مشيرا إلى أنها باتت ضريبة تثقل كاهل المواطن بأتم معنى الكلمة"، وأضاف بعد أن توقف هنيهة:"كان من المفروض أن نشتكي من الخواص الذين همهم الوحيد الربح السريع، أما وقد بتنا نشتكي من الحافلات التابعة للشركات العمومية التي من المفروض أنها هي التي تحمي المواطن، فإن هذه باتت مفارقة عجيبة في جزائر 2010"