الدكتور عبد الرزّاق فسّوم ل "أخبار اليوم": "التغيير حتمي·· ولابد أن يكون سلميا" * الانتخابات التشريعية ينبغي أن تتميّز بالنّزاهة والشفافية حذّر الأستاذ الدكتور عبد الرزّاق فسّوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من تبعات ما قد ينتج عن تدخّل الغشّ والتزوير خلال الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها يوم العاشر من ماي القادم، محمّلا البرلمان الجديد مسؤولية الحفاظ على الأمن في الجزائر بضمان التغيير السلمي الذي يطمح إليه الجميع هذه الأيّام، ومن جهة أخرى دعا كافّة المترشّحين إلى أن يضعوا قضايا المجتمع في الدرجة الأولى، وأن يكونوا في مستوى طموحات الأمّة، مؤكّدا على أن الجمعية تلتزم الحياد التام خلال هذا الموعد الانتخابي· أكّد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في حديث ل (أخبار اليوم) أن الجزائر بإمكانها اجتياز اختبار التشريعيات بنجاح في حال تمّ تنظيم الانتخابات في جوّ من الوئام والنّزاهة من أجل اختيار الكفاءات الحقيقية التي بإمكانها إحداث التغيير، محذّرا ممّا قد ينتج عن تدخّل الغشّ خلال الانتخابات. ودعا فسّوم جميع التشكيلات السياسية المشاركة في التشريعيات إلى أن تكون في مستوى تطلّعات المجتمع الجزائري الذي يطمح إلى التغيير السلمي الذي يضمن له العيش في كنف الإصلاح والأمن، مضيفا أنه يحمّل المسؤولية للمنتخبين الجدد الذين سيشكّلون البرلمان القادم -الجديد- إن لم يرتقوا إلى المستوى المطلوب في هذه المرحلة الحرجة، وجدّد بالمناسبة تأكيده على أن جمعية العلماء حركة دعوية إصلاحية ولا تحمل صفة الحزب السياسي، ومن ثَمّ لا تؤيّد حزبا معيّنا خلال هذه الانتخابات، كما لا تقف ضد حزب معيّن فيها لإيمانها بمرشد الشعب في اختياره وتعلّقه بثوابته الوطنية· "بإمكاننا اجتياز امتحان التشريعيات بالنّزاهة" رأى رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزّاق فسّوم أن مستقبل الجزائر ستحدّده الانتخابات التشريعية المقبلة، حيث أكّد أن الأوضاع في الجزائر موقوفة على كيفية تنظيم الانتخابات وكيفية الإعلان عن النتائج، مضيفا أنه لابد للموعد الانتخابي أن ينظّم في جوّ من الأمن والسلم والنّزاهة حتى تجتاز الجزائر امتحان التشريعيات دون أيّ صعوبات، وحذّر بالمناسبة من تدخّل التزوير والغشّ أو تدخّل بعض الجهات في الشأن الجزائري· "نحن ضد السياسة الميكيافيلية ونلتزم الحياد" في ذات السياق، أكّد رئيس جمعية العلماء أن الجمعية ضد السياسة بالمفهوم الميكيافيلي التي تحتّم على الإنسان أن يكون ذئبا مع أخيه الإنسان، وهو ما تجسّده الحياة السياسية اليوم -بكلّ أسف- والمفهوم المتعارف عليه للسياسة الذي يتمثّل في (الخزعبلات والمناورات والحزبية الضيّقة)، مضيفا أن الجمعية تمارس السياسة بالمفهوم الإسلامي الذي يسعى إلى التطوير والبناء ويدعو إلى الإصلاح والأخوّة والمحبّة وتجسيد التداول على السلطة والتناوب على أداء الواجبات والقيام بالمسؤوليات· هذا، وقد نفى فسّوم أن تكون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مؤيّدة لمرشّح أو حزب معيّن، مؤكّدا التزام الجمعية بالحياد التامّ خلال الانتخابات التشريعية، وأضاف أن جمعية العلماء تقف دائما مع كلّ مرشّح يتمتّع بالكفاءة التي تمكّنه من إحداث التغيير وإصلاح المجتمع الجزائري مهما كان الحزب الذي ينتمي إليه لأن هاجس الجمعية -حسب تصريحه- هو أن يحكم الجزائر كفاءات تهدف إلى الإصلاح ولا يهمّ انتماؤهم الحزبي، المهمّ أن يكونوا (وطنيين مخلصين للثوابت الوطنية)· الجمعية لا تملك مرشّحا ولا حزبا مفضّلا على خلاف ما تداولته الصحافة الوطنية مؤخّرا من أن جمعية العلماء تؤيّد تكتّل الجزائر الخضراء بمناسبة حضور المكلّف بالإعلام في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين محمد العلمي السائحي في أحد لقاءات التكتّل، أكّد عبد الرزّاق فسّوم أن الجمعية لا تملك مرشّحا ولا حزبا مفضّلا قد تؤيّده أو تؤمن به أو توافق عليه وتعمل على تدعيمه خلال الحملة الانتخابية، لا تكتّل الجزائر الخضراء ولا غيره من الأحزاب أو التكتّلات، وإنما ترحّب بكلّ (صالح ومصلح) مهما كان الحزب الذي ينتمي إليه ولا يمكن للجمعية أن تفاضل بين التشكيلات الوطنية -على حدّ قوله-. وفي تعليقه على الاتّهام الذي وجّه لجمعية العلماء بأنها تدّعي الحيادية وتقف مع التحالف الإسلامي (الجزائر الخضراء)، وهو الأمر الذي أزعج بعض التشكيلات السياسية المترشّحة، صرّح رئيس الجمعية بأن مفهوم كلمة التكتّل لا تعني التحالف وإنما هي الانفتاح على جميع التشكيلات، نافيا أن تكون الجمعية قد دخلت في تكتّلات أو تحالفات مع جهة معيّنة، وأضاف أن الجمعية تتقاطع في مبادئها وطموحاتها مع كلّ الأحزاب التي أعلنت أنها إسلامية أو أنها وطنية لأن الإسلام والوطنية لا يمكن فصلهما عادة. وشدّد محدّثنا على أن الجمعية تقف مع كلّ من ينادي بالإصلاح وخدمة الجزائر العربية المسلمة دون أن تتحزّب معه أو أن تنادي إليه خلال الحملة الانتخابية· "التغيير حتمي ولابد أن يكون بطريقة سلمية" إلى جانب ذلك دعا عبد الرزّاق فسّوم جميع التشكيلات السياسية المترشّحة للانتخابات التشريعية المقبلة إلى التحلّي بروح المسؤولية في تحقيق طموحات الأمّة والعمل على نقل انشغالات المجتمع وتحسين وضعيته، ورأى أن التغيير حتمي ولابد من وقوعه لأن العالم يتغيّر ونسمة الإصلاح تهبّ على جميع المواطن، معربا عن أمله في أن يكون التغيير في الجزائر بطريقة سلمية، وأن يتحوّل المجتمع الجزائري من وضعه السيّئ إلى وضع أحسن دون عنف حتى ينعم المواطن الجزائري بأجواء الإصلاح والتغيير. وفي ذات السياق، حمّل فسّوم المسؤولين الذين سيكونون البرلمان الجديد مسؤولية أيّ انزلاق قد تعيشه الجزائر في حال لم يكن التغيير بالطريقة السلمية التي من الممكن أن يجسّدها الموعد الانتخابي القادم، معتبرا العمل على حفظ السلم والاستقرار خلال عملية الانتقال والتغيير والإصلاح مهمّة البرلمان الجديد وأمانة في أعناق المسؤولين الجدد، ستبقى تلاحقهم إلى يوم الدين إن لم يصونوا الأمانة ويرتفعوا إلى مستوى المسؤولية -على حدّ تعبيره-· وشدّد رئيس جمعية العلماء المسلمين على أن يكون التغيير منبثقا من صميم المجتمع الجزائري وخادما لمصالحه الخاصّة المرتبطة ارتباطا وثيقا بالوضع العام الذي يعيشه المجتمع في هذه الأيّام، نافيا أن تكون التجربة اللّيبية أو التونسية بالضرورة قدوة للشعب الجزائري، وتوقّع بهذا الصدد أن تكون هناك طريقة ثالثة للتغيير إذا عجزت الانتخابات التشريعية عن تحقيقه دون أن نعتبر التجارب التي عاشتها بعض الدول العربية مثالا يحتذى به·