سبقت الأفلام المكسيكية المدبلجة الأفلام التركية في الظهور، وكان منذ سنوات الكل متعلق بالأفلام المكسيكية المدبلجة باللغة العربية الفصحى، أما الآن وبعد ظهور تلك الأفلام والمسلسلات التركية اتجه الكل إليها، إلا أن معاودة ظهور تلك الأفلام المكسيكية على بعض الفضائيات أعادت حنين مشاهدتها بالنسبة للبعض خاصة وأن علاقتهم قديمة بتلك الأفلام· وعلى الرغم من إدمان الكل على الأفلام التركية التي اقتحمت أغلب الفضائيات إلا أن الحضور الضئيل للمسلسلات المكسيكية أعاد إليها مشاهديها خاصة وأنها سبقت نظيرتها التركية في الظهور، وما إن ظهرت حتى استمالت فئات عريضة من المشاهدين من الجنسين وجذبت اهتمام مختلف الشرائح العمرية· وتعتبر طريقة الدبلجة المختلفة من أهم الميزات التي ميزت تلك المسلسلات، ونجد اللهجة العامية المشرقية طاغية على الأفلام التركية إلا أن اللغة العربية الفصحى هي ميزة الأفلام المكسيكية مما أدى إلى ميل الكثيرين ممن لا يفهمون الدارجة السورية أو اللبنانية إلى العزوف عن مشاهدة الأفلام التركية التي تطغى عليها اللهجتين وراحوا إلى استبدالها بالأفلام والمسلسلات المكسيكية المدبلجة بلغة مهذبة وسهلة الفهم· وقد عادت المسلسلات المكسيكية بصفة تدريجية إلى البيوت الجزائرية وصارت منافسة للأفلام التركية بعد غيابها لفترة طويلة، ولعل الملل من المسلسلات التركية التي صارت تكتسح أغلب الفضائيات وحتى القنوات الأرضية أتاح الفرصة لعودة المسلسلات المكسيكية التي بدأت بها نقطة الانطلاق للغوص في تلك المسلسلات المطولة بالنظر إلى طول حلقاتها التي قد تتعدى المائة حلقة· حتى أن طول حلقات تلك المسلسلات أبعد المشاهدين عن المسلسلات القصيرة على غرار المسلسلات السورية والمصرية، ولا ننفي أن بعض شركات الإنتاج سارت على درب تلك المسلسلات المطولة وبتنا نشاهد مسلسلات مشرقية لبنانية وسورية تطول حلقاتها وقد تصل إلى التسعين، والمائة حلقة ودخلت هي الأخرى في دائرة المنافسة للمسلسلات المطولة· في هذا الصدد اقتربنا من بعض الفتيات المراهقات وحتى الطالبات الجامعيات المهووسات بمشاهدة تلك المسلسلات فأكدن ظاهرة عودة المسلسلات المكسيكية من جديد إلى الساحة ومنافستها للمسلسلات التركية خاصة وأنها هي من سبقتها بالظهور، وعوّدت المشاهدين على تسلسل الحلقات المطوّلة ومن ثمة صارت على دربها المسلسلات التركية التي استحوذت على المشاهدين لفترة طويلة وغيبت المسلسلات المكسيكية التي أبت إلا الظهور من جديد واستمالة مشاهديها· ما أكدته مانيا طالبة قالت إنها تميل أكثر إلى مشاهدة الأفلام المكسيكية عنه إلى الأفلام التركية، وما جذبها هي قصصها التي تقرب إلى الواقع بكثير، إضافة إلى لغة دبلجتها التي يسهل عليها فهمها خاصة وأن أغلبها مترجم باللغة العربية الفصحى ولا تجد أي إشكال في فهمها على خلاف اللهجات المشرقية المعتمدة في دبلجة الأفلام التركية والتي يستعصى عليها فهمها· أما سمية فقالت إن ما جذبها هو أناقة الفنانات المكسيكيات اللواتي تجدهن أجمل بكثير من بطلات الأفلام التركية وهي تتأثر كثيرا بطريقة لباسهن وكذا جمالهن، إضافة إلى القصص الرومانسية الجميلة لتلك المسلسلات لذلك فهي تتابع الكثير من مسلسلاتهم التي تعرض على الفضائيات ولم يغيبها الحضور القوي للمسلسلات التركية·