"أم.بي.سي دراما" تكرس دبلجة الأعمال الهندية والمكسيكية والتركية أطقلت هذا الأسبوع شبكة تلفزيون الشرق الأوسط "أم.بي.سي" قناة جديدة، شددت عبر حملاتها الدعائية الترويجية المكثفة بأنها مخصصة للدراما العربية، لكن سيان بين الاعلانات والشعارات والواقع الذي ينطبق عليه المثل العربي القائل "المندبة كبيرة والميت"... عفوا - المولود العاشر للشبكة... "مدبلج"!. القناة التي توقع الكثيرون بأنها يمكن أن تستحوذ بسرعة على عرش الدراما العربية وتزيح بعيدا عن دائرة المنافسة قنوات "سورية دراما" و"أبو ظبي دراما" و"بانوراما دراما" وغيرها نظرا لتمتع ملاكها بامكانيات مادية كبيرة، اكتشفنا كمشاهدين انتظرنا ميلادها بفارغ الصبر، بأنها فردت برامجها أكثر لاحتضان الدراما التركية والمكسيكية والهندية المدبلجة والبقية تأتي وكأن مسؤوليها يعتبرون دبلجة هذه الأعمال إلى لهجات عربية تحتاج بعضها إلى دبلجة أخرى ليفهمها كافة العرب يحولها الى دراما عربية أو أنهم يخلطون بين مصطلحي الدراما العربية والدراما المدبلجة! فقد تمخضت مجموعة ال "ام بي سي" الكبيرة ، الغنية والعتيدة عن بث سلسلة من الأحاجي والحكايات لا تبرر حملها لتسمية "ام بي سي دراما" في حالات كثيرة.. فبمجرد ميلادها برز للنور معها، مسلسل "راني بادميني" الهندي الذي يمجد جمال وفتنة الأميرة "راني" والحروب التي نشبت بين أمراء الهند من أجل الفوز بالزواج منها... وكأن الفضائية مخصصة لل "محاجيات" الموجهة للأطفال قبل النوم! ويدعم المسلسل المكسيكي "الحب الأسير" هذا الاتجاه "التنويمي" من خلال قصة حب عاصفة بين سنتياغو وكاميلا في القرون الوسطى، حاصرتها جبال من الأحقاد والصراعات وقد سبق عرض هذا العمل الذي أنجز قبل أكثر من ثلاث سنوات عبر مختلف القنوات التليفزيونية قبل أن يحط الرحال في قناة عربية جديدة... ونفس قوة الحب الأسطوري الرومانسي المحاط أيضا بالصعاب يتكرر في المسلسل التركي "جيهان" الذي تحتاج حقا دبلجته الى اللهجة العراقية الى دبلجة أخرى للكثير من المشاهدين خاصة بالمغرب العربي.. فالملاحظ أن البرامج المعلن عنها بفخر واعتزاز تمجد الدراما المدبلجة ةرغم أنها غير عربية وتصافح بحرارة الأعمال السورية والمصرية وتعانق بإصرار الخليجية، لكنها تعادي المغاربية وتصنفها في خانة التهميش، بل الإقصاء...وحتى إعلانها قبل سنوات عن تخصيص برامج موجهة للمغرب العربي عبر قناة ولدت ميتة جاء للتمويه...ولا يمكن إلا أن نتساءل لماذا لم يفكر المسؤولون عن البرمجة ال "أم بي سية" الغريبة في تخصيص ولو جزء من برامج "أم بي سي دراما" لإبراز الدراما المغاربية وخاصة الجزائرية التي تشهد تطورا لا بأس به، فمسلسل "مصطفى بن بوالعيد" لأحمد راشدي حقق بنسخته السينمائية نجاحا رائعا في المهرجانات وحصد جوائز مشرفة ومسلسل "ذاكرة الجسد" للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي حظي بإعجاب المشاهدين الجزائريين وكذا الإماراتيين والسوريين فالمعروف أنه من إنتاج تليفزيون أبو ظبي وإخراج السوري نجدة أنزور... كما حظي مسلسل "عيسات إيدير" للمخرج الأردني كمال اللحام بمكانة مرموقة كأحد أفضل الأعمال الثورية العربية وماذا لو اختير مسلسل "عندما تتمرد الأخلاق" الجزائري السوري المشترك، بدل تكرار بث "باب الحارة 5" الذي سبق وأن بثته ال "أم بي سي" في موعده الرمضاني أو أي عمل مدبلج آخر يمكن متابعته عبر مختلف القنوات العربية؟! أسئلة محيرة تبقى دون جواب.