أوقفت الشرطة الألمانية 30 شخصًا ينتمون إلى جماعة إسلامية كانوا يحتجّون على مسيرة لليمين المتطرّف في مدينة سولينغن غربي ألمانيا· جاء اعتقال هذا العدد من المسلمين على خلفية احتجاجهم على مسيرة نظّمها اليمين المتطرّف عرضوا خلالها رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبيّ الكريم (محمد) صلّى اللّه عليه وآله وصحبه وسلّم· وتعود هذه الرسوم للدانماركي خيرت ويسترغارد والتي نُشرت لأوّل مرّة في إحدى الصحف عام 2005، وأثارت غضبًا إسلاميا واسعاً وتظاهرات عارمة عمّت العالم الإسلامي وبعض العواصمالغربية· وادّعت ناطقة باسم شرطة مدينة سولينغن أن جماعة المسلمين ألقوا الحجارة وهاجموا الضبّاط الذين كانوا يفصلون بين الجانبين، مشيرة إلى إصابة ثلاثة من الضبّاط وأحد المارّة· وتراقب أجهزة المخابرات الألمانية الإسلاميين عن كثب، وهاجم رالف ييجر وزير داخلية ولاية شمال الرّاين وستفاليا غربي ألمانيا الشهر الماضي السلفيين، زاعمًا أنهم (يحطوّن من قدر البشر)، وأنهم تحت أنظار الأمن الألماني منذ سنوات، مؤكّدًا ضرورة تقليص انتشارهم· وأكّد رالف ييجر على إصراره على استمرار الرقابة الاستخباراتية على المسلمين في ألمانيا، وقال في مقابلة مع محطّة إذاعة (دويتشلاند فونك): (لا ينبغي أن نقلّل من شأن السلفيين، لذلك نحن نضعهم تحت أنظارنا منذ أشهر إن لم يكن منذ سنوات)· وجاءت تصريحات رالف ييجر تعليقًا على الحملة التي أطلقها المسلمون لتوزيع ملايين النسخ المجّانية من المصحف الشريف على غير المسلمين في ألمانيا وتحمل اسم (اقرأ)· وأكّد المسؤول الأمني في أكبر ولاية ألمانية أن أجهزة الأمن تحاول تقليص انتشار السلفيين على الأقل من خلال الضغط عليهم، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية نجحت في مدينة مونشنغلادباخ، حيث تمّ حلّ الجمعية المحلّية هناك، زاعمًا أن الهدف من وراء حملة توزيع المصاحف المجّانية هو (اصطياد) الشباب، وأكّد أنهم يعتنقون (إيدولوجية رجعية تحط من قدر البشر)· وشهدت عدّة مدن ألمانية انطلاق حملة توزيع المصحف مجّانًا بهدف توزيع 25 مليون نسخة مجّانية من المصحف في مدن ألمانية ونمساوية وسويسرية، إلاّ أن هذه الحملة لاقت معارضة شديدة من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعّمه المستشارة أنجيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، مطالبين بتشديد الرقابة المخابراتية على من وصفوهم ب (المتشددين)، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية· جدير بالذّكر أن الأحزاب والحكومات الغربية تعاني من (الإسلاموفوبيا) ويقومون بالتضييق على النشاطات الاجتماعية والثقافية التي يقوم بها المسلمون في أوروبا، خوفًا من انتشار الإسلام على الرغم من دخول عشرات الآلاف من الأوروبيين في الإسلام سنويا·