على الرغم من أنه يعد بداية لفصل الصيف، وبالتالي توقيتا مناسبا من أجل إقامة الأفراح والمناسبات السعيدة، إلا أن كثيرا من العائلات الجزائرية تتحاشى إقامة أعراسها، لاسيما ما تعلق بمناسبات الزواج، خلال شهر ماي، دون وجود تفسير واضح لذلك، ومع أن هذه الصائفة ستكون مبتورة أيضا من شهر كامل، يمتد من 20 جويلية إلى 20 أوت تقريبا، بسبب شهر رمضان الفضيل، إلا أن ذلك لم يسهم في إقناع البعض، باختيار شهر ماي، كتوقيت لمواعيد زواجهم، حيث يعتقد الكثيرون، أن علاقات الزواج التي يتم ربطها خلال شهر ماي، غالبا ما تكون محكومة بالفشل، ومع أن هذا الأمر يدخل في إطار التطير المنهي عنه شرعا، إلا أنه يبقى أمرا واقعا، وقناعة راسخة في أذهان الكثيرين· في هذا الصدد، تقول إحدى السيدات، وهي متزوجة منذ أكثر من 25 سنة، ولها أربعة أبناء، وابنة متزوجة بدورها، ولديها ابن، إنها صممت على عدم عقد قران ابنتها الثانية في هذا الشهر، رغم إصرار أهل الزوج، على أن يكون الزفاف قبل شهر رمضان بوقت كاف، ولكنها أصرت من جانبها على تأجيله، حتى ولو كان بيوم واحد بعد انقضاء شهر ماي، لا لشيء إلا لأنها لم تعش زواجا سعيدا حسبها، لأنها تزوجت خلال شهر ماي، ولا تريد أن تعيش ابنتها نفس الظروف التي عاشتها، مع أن علم الغيب عند الله وحده عز وجل، ولا يمكن لأحد أن يطلع عليه، ولا أن يعرف ماذا يمكن أن يحدث مستقبلا، مع هذا، أشارت إلى أن كثيرا من العائلات الجزائرية، تتحاشى إقامة أفراحها في شهر ماي، لأنه شهر بعيد عن الحظ السعيد· كما تؤكد سيدة أخرى، تزوجت بدورها في شهر ماي، قبل نحو 30 سنة، أن كل من تعرفهم وتزوجوا في هذا الشهر، لم يعيشوا حياة سعيدة، مثلما كانوا يأملونها، وبالتالي، فهي تنصح كل معارفها، بتأجيل أفراحهم، إلى ما بعد شهر ماي، مهما كانت الظروف· لكن على الرغم من أن بعض العائلات تتطير وتتشاءم من مواعيد الأعراس في شهر ماي، لكن يبدو أن الظاهرة، لم تكن بنفس الحدة، التي كانت عليها في الماضي، حسب سيدة من العاصمة، تقول إن هذه العادة كانت فعلا موجودة، وبقوة، خلال السنوات الماضية، قبل ظهور قاعات الحفلات، هذه الأخيرة، التي صارت تفرض على العائلات مواعيد أعراسها، وتحددها، حسب الرزنامة المتوفرة، وبالتالي فإن كثيرا من العائلات، صارت تحدد مواعيد أفراحها، بناء على توفر قاعة الحفلات، وليس بناء على رغبتها أو ما يناسبها، خاصة مع تراجع عدد قاعات الحفلات بالعاصمة، بشكل كبير مؤخرا، وارتفاع أسعار الموجودة منها بشكل رهيب، ما اضطر الكثير من العائلات إلى قبول أي موعد تكون فيه القاعة شاغرة، بعد استكمال كافة الترتيبات العائلية المحددة، لأن أي تردد يعني تأجيل العرس شهرين أو ثلاثة، أو ربما أكثر من ذلك أحيانا، أو اللجوء إلى حل الفرح المشترك بين أهل العروسين، وهو الحل الذي صارت تعتمده الكثير من العائلات، تجنبا لتأجيل موعد العرس، وتخفيفا للتكاليف كذلك·