أدانت تونس التدخل الأمريكي في قضية الحكم على قناة فضائية بالغرامة بتهمة الإساءة للأديان· ورفضت تونس شكاوى أمريكية من أن إدانة مدير قناة تلفزيونية تونسية في محاكمة تتعلق بازدراء الأديان تثير مخاوف جديدة بشأن (حرية التعبير؟!) واعتبرت تلك الشكاوي (تدخلا في القضاء التونسي)· وكان السفير الأمريكي في تونس غوردون غراي قال إنه يشعر بخيبة أمل بعد أن قضت محكمة تونسية بتغريم نبيل القروي مدير قناة نسمة 2400 دينار (1550 دولارا أمريكيا) لعرضه فيلم الرسوم المتحركة (برسيبوليس) التي رأت المحكمة أنه يمثل (إساءة للأخلاق الحميدة وتعكيرا لصفو النظام العام)· وقال السفير الأمريكي في بيان إنه يأمل (أن يتم حل هذه القضية بطريقة تضمن حرية التعبير) عند نظر دعوى الاستئناف التي أقامها القروي وفقا لرويترز· وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان لها إنها لن تقبل التدخل في النظام القضائي التونسي· وأضافت الوزارة أن الحكومة التونسية أبدت استغرابَها الشديد لبيان السفير الأمريكي الذي قال إنه يشعر بخيبة أمل من الحكم الصادر في قضية قناة (نسمة) التلفزيونية· وتابع البيان يقول إن الحكومة التونسية تحترم استقلال القضاء بما يتفق مع المعايير الدولية وإن حرية التعبير حقٌّ مشروع في تونس· وأضافت أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوتونس يجب أن تقوم على احترام السيادة· وكانت محكمة تونسية قد أصدرت حكمًا بحق مدير تلفزيون نسمة لبثه فيلم برسيبوليس الفرنسي الإيراني الذي (يجسد الذات الإلهية)، قضى بدفعه غرامة مالية قدرها 2400 دينار (1300 اورو تقريبًا)· وكان بث الفيلم الكرتوني (برسيبوليس) (بلاد فارس) في شهر أكتوبر من العام الماضي سببًا في اندلاع أعمال عنف بسبب تجسيده في أحد المشاهد للذات الإلهية· وعرض الشريط الكرتوني للمخرجة الإيرانية مارجان ساترابي والذي يروي أحداث الثورة في إيران عام 1979 يوم 7 أكتوبر عام 2011، على قناة نسمة مدبلجًا إلى اللهجة التونسية قبل أسبوعين من بدء الاقتراع لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي· وفور عرضه أثار الفيلم احتجاجات واسعة النطاق بين أنصار التيارات الإسلامية في البلاد كانت مرفوقة بأعمال عنف امتدت من العاصمة لتشمل عددًا من باقي المحافظات· وحاول عددٌ من المحتجين اقتحام مقرِّ سكن نبيل القروي بعد قذفه بالزجاجات الحارقة· وتأسست قناة (نسمة تي في) برأسمال تونسي-إيطالي، ويشارك فيها إلى جانب مديرها نبيل القروي وشقيقه كل من المنتج السينمائي التونسي طارق بن عمار ورئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني·