رفضت المخرجة الإيرانية ”مرجان ساترابي” التي تشارك حاليا في مهرجان أبو ظبي بفيلم جديد لها؛ الدخول في ”جدل” بشأن مضمون فيلمها السابق ”بيرسيبوليس” الذي أثار عرضه عبر قناة ”نسمة” التونسية، موجة استياء وردود فعل غاضبة، وأعمال عنف باعتبار أنه ”يجسد الذات الإلهية” في أحد مشاهده· وقالت ”مرجان ساترابي” إنها لا ترغب بالخوض في مضمون الفيلم، موضحة أن الفيلم ”سبق عرضه في تونس مرات دون أن يثير مثل ردة الفعل هذه·· وإن عرضه هذه المرة جاء في وضع انتخابي مكهرب قليلا، وهو ما استدعى ردة فعل مماثلة· كل ثورة تمر بأوقات عصيبة”· ورغم هذا، أكدت المخرجة التي تعيش في فرنسا ”إيمانها بالشعب التونسي” و”قدرته على صنع مستقبل أفضل”، حيث قالت إن ”الشعب التونسي شعب يتقدم وأريد فقط أن أتكلم عن حبي وإعجابي بهذا الشعب الذي انتفض قبل الجميع ضد الدكتاتور ونجح بإزالته، هذا فقط ما أود الوقوف عنده”· وفي السياق ذاته، كانت قناة ”نسمة” بثت ليلة الجمعة الماضية الفيلم الكرتوني الفرنسي الإيراني ”برسيبوليس” أي ”بلاد فارس” مدبلجا باللهجة العامية التونسية، وقامت جمعية ”صوت وصورة المرأة” التونسية، بدبلجته باللهجة الدارجة التونسية· ويروي هذا العمل قصة فتاة إيرانية ”متحررة” عاصرت الثورة الإسلامية الإيرانية التي أطاح فيها الخميني بنظام الشاه محمد رضا بهلوي عام .1979 وتضمن الفيلم، الذي حصل عام 2007 على جائزة لجنة تحكيم مهرجان ”كان” الفرنسي، مشهدا لفتاة صغيرة تخاطب شيخا أبيض الشعر واللحية وهو واقف على سحابة في السماء على أنه ”الذات الإلهية”· وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها الفيلم باللهجة الدارجة في تونس بعد عرضه بلغته الأصلية في أكثر من قاعة في السينما في أوقات سابقة· وتظاهر آلاف التونسيين بعد صلاة الجمعة بمختلف محافظات البلاد مطالبين بغلق قناة ”نسمة” التي يملك رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني 25 بالمائة من رأسمالها· كما تعرض بيت مالك ومدير القناة نبيل القروي إلى هجوم من قبل متظاهرين ”إسلاميين”، وذلك قبل أن يمثل الأربعاء الماضي أمام القضاء للتحقيق معه بعد أن رفع عشرات المواطنين والمحامين دعوى قضائية ضده على خلفية بث الفيلم· من ناحية أخرى، أعربت السفارة الإيرانية في تونس في بيان عن استغرابها من عرض القناة لفيلم ”برسيبوليس” الذي وصفته ب”الإلحادي”، واعتبرت أنه يسعى ”لعرض صورة غير واقعية ومزيفة عن المجتمع الإيراني”، مشيرة إلى أن الشريط الذي تم إنتاجه باللغة الفرنسية في أوروبا من قبل مخرجة فرنسية ذات أصول إيرانية؛ يمثل ”حلقة من سلسلة المحاولات التي يقوم بها خلال السنوات الأخيرة لوبي إعلامي عالمي بهدف الإساءة للدين الإسلامي والمعتقدات والمقدسات الدينية”·