انتقد الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى زيارة مفتي مصر الشيخ علي جمعة للمسجد الأقصى، وأوعز انتقاده لجملة من الأسباب الدينية والسياسية· أما دينيا، فقال عكرمة صبري، إن المسألة تتعلق بسياسة السلم والحرب وأن النصوص الفقهية صريحة في موضوع عدم التعاون مع العدو أو تلك التي تحذر وتحرم الاحتكاك بالعدو أو مساندته أو الاعتراف به· وفيما يتعلق بالمثال الذي ضربه البعض على زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكةالمكرمة أثناء وجودها تحت حكم قريش لتبرير زيارة مفتي مصر للقدس، أشار الشيخ عكرمة صبري إلى أن مكة عندما زارها الرسول لم تكن محتلة، في حين أن القدس محتلة· أضاف بأنه لا يجوز إعانة من يحتل الديار الإسلامية· وتابع خطيب المسجد الأقصى في تصريح ل (العربية)، أن الآيات الكريمة تحض فعلا على زيارة الأقصى ولا خلاف في ذلك، إلا أان الاختلاف هو في تطبيق الآيات والأحاديث على الواقع، فهناك إيجابيات وسلبيات ولا بد من جمعها لمعرفة ما يرجح منها· وفي هذا السياق أقر الشيخ عكرمة، أن من إيجابيات الزيارة رفع معنويات الناس المرابطين في القدس حين يرون ضيوفا يجيئون إليهم فيرحبون بهم بطبيعة الحال، ويختم الشيخ عكرمة أن القدس مرتبطة بعقيدة المسلمين جميعا بغض النظر عن الزيارة· أما من الناحية السياسية ومن هو المخول بتحديد التطبيع من عدمه، فأوضح خطيب الأقصى بأن جوهر الموضوع هو الاعتراف بالاحتلال أو عدم الاعتراف به· فالاعتراف بالاحتلال يعتبر تطبيعا كما أن أي إنسان يدخل مدينة القدس لن يدخلها إلا بتأشيرة إسرائيلية أو بتنسيق أمني إسرائيلي، ومن هنا شدد على أن التأشيرة الإسرائيلية اعتراف بإسرائيل والتنسيق الأمني بدوره اعتراف بإسرائيل· ولكنه لا يعتبر زيارة المسلم الفرنسي أو الألماني للقدس تطبيعا لأن دولته معترفة أصلا بإسرائيل وبالتالي لا طابع سياسي لها· ولكن الشيخ عكرمة لا يطبق ذلك على مصر التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل ويقول إن مفتي مصر بزيارته للقدس أخطأ سياسيا ودينيا· ومن ناحية أخرى يرى الخطيب بأن الدول العربية لم تطبق المقاطعة الاقتصادية ضد إسرائيل وأن الشعب وليس الحكومات هو الذي قاطع إسرائيل، وأضاف أنه لو قاطعت الحكومات العربية إسرائيل حقا لما حصل امتداد للاقتصاد الإسرائيلي في الدول العربية على حد قوله· وبخصوص انتهاج سياسية التهويد التي دأبت عليها الحكومة الإسرائيلية مؤخرا، صرح الشيخ عكرمة صبري بأن إسرائيل تستغل احتلال القدس أبشع استغلال فهي تحتلها من كل الجوانب وتنتهز فرصة انشغال العرب فيما بينهم وبالربيع العربي فتسرع في عملية تهويد القدس· وتساءل لماذا لم تنفذ الدول العربية التزامها في مؤتمر القمة في مدينة سرت الليبية قبل سنتين بمبلغ نصف بليون دولار لمدينة القدس· وقال هناك 11 بابا أو مجالا لصرف هذا المبلغ مثل الصحة والتعليم والإسكان والسياحة والشؤون الاجتماعية والمواطنة والجمعيات الخيرية وغيرها· وأضاف من يبكي على القدس عليه أن يضع ميزانية لها· أما فيما يتعلق بالربيع العربي فقال نحن نستبشر به خيرا ولكن فائدته للقدس لن تتحقق إلا حين يستقر الربيع العربي في البلدان التي تشهده فحينئذ يلتفتون إلى القدس· وجدير ذكره، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان قد حض العرب والمسلمين على زيارة القدس تأكيدا لعروبتها ودعما لأهلها العرب· وقد رفض الشيخ عكرمة وبشدة التعليق على ذلك كما رفض التعليق على ما اذا كان بامكان السلطات الأردنية أن تنصح بالزيارة من عدمها كونها المشرفة على الأماكن المقدسة في القدس·