بدأ الجيش اليمني هجومًا موسّعًا من ثلاثة محاور ضد مسلّحي تنظيم القاعدة في مدينتي زنجبار وجعار والمناطق المحيطة بهما، في محافظة أبين جنوب البلاد، بمشاركة قوّات برّية مدعومة بسلاح الطيران وسلاح البحرية· وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس الأحد مقتل 11 من تنظيم القاعدة وإصابة آخرين اللّيلة قبل الماضية في ضربتين جويتين ناجحتين للجيش اليمني، دمّرت ثلاث سيّارات للتنظيم في مديريتي حريب والوادي بمحافظة مأرب شمال شرق البلاد· وقال مصدر عسكري يمني في بيان له أمس إن ضربة جوية دمّرت سيّارتين في منطقة بليق بمديرية حريب، ممّا أدّى إلى مقتل 7 من عناصر القاعدة كانوا على متن السيّارتين، حيث تفحّمت جثّثهم تمامًا جرّاء الانفجار، مشيرًا إلى أن ضربة جوّية أخرى دمّرت سيّارة لعناصر القاعدة في منطقة الحصون في مديرية الوادي شمال شرقي اليمن وأدّت إلى مقتل 4 من عناصر القاعدة على الأقل وإصابة آخرين كانوا على متن السيّارة· وكانت وزارة الدفاع اليمنية قد كشفت النّقاب السبت عن مصرع ثلاثة من أخطر قيادات تنظيم القاعدة في المواجهات التي وقعت بمحيط مدينة (لودر) جنوب اليمن بين قوّات الجيش بمعاونة اللّجان الشعبية من جانب والعناصر المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة من جانب آخر· ونقل موقع وزارة الدفاع عن (مصادر محلّية) في محافظة أبين قولها إن الثلاثة قتلوا (في المواجهات التي وقعت بين قوّات اللّواء 111 مشاة ومعه اللّجان الشعبية وبين عناصر القاعدة في محيط مدينة لودر خلال يومي الجمعة والخميس)· وأوضحت المصادر أن (اثنين من تلك القيادات وأحدهما يكنى بالمسعودي قتلا الجمعة بقصف مدفعي بمنطقة مهيدان جنوب شرق لودر، فيما قتل الثالث الخميس بطلق ناري في رأسه من أحد أبطال اللّجان الشعبية)، وفقًا للموقع· وفي الساعات الأولى للهجوم الواسع الذي بدأ مساء السبت، سقط جنديان من الجيش وستّة من عناصر القاعدة قتلى، حسب ما أفادت مصادر عسكرية وطبّية· وأفاد شهود عيان بأن مواقع مسلّحي القاعدة في زنجبار وجعار تتعرّض لقصف عنيف بمختلف الأسلحة من البرّ والبحر، كما بدأ سلاح الطيران بشنّ غارات على بعض المواقع في زنجبار وجعار· وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش تقدّم من الجهة الغربية مسافة ثلاثة كيلومترات باتجاه مدينة جعار عبر منطقة الحرور، كما تركّز الهجوم على منطقة الكود ووادي دوفس في الجهة الجنوبية لمدينة زنجبار والجهة الشرقية والبحر بمشاركة قوات تابعة للبحرية اليمنية· وأفادت مصادر قبلية بأن مسلّحي التنظيم تصدّوا لهجوم القوّات الحكومية، فيما اعتبر مصدر عسكري الهجوم (تكتيكًا ميدانيا لاختبار قدرات القاعدة القتالية في تلك الجبهة)· من جانبه، قال الباحث المتخصّص في شؤون القاعدة في اليمن عبد الرزاق الجمل إن معركة لودر التي تعدّ لها القوّات الحكومية بالتعاون العسكري والاستخباراتي مع حكومتي الولايات المتّحدة والمملكة العربية السعودية تعدُّ المعركة الفاصلة· وأضاف عبد الرزاق في تصريح خاص ل (بي بي سي) أن (نتائج الهجوم ستحدّد مصير التنظيم في محافظة أبين التي يتّخذ منها التنظيمُ معقلاً رئيسًا لنشاطاته بعد سيطرته على أكثر من أربع مدن رئيسة فيها)· وأكّد الجمل (أنه في حال انتصرت القوّات الحكومية في تلك المعركة فإنها ستتمكّن بسهولة من تحرير بقّية المدن، أمّا إذا هُزمت فيها فهذا يعني مزيدًا من نفوذ القاعدة وتعقيدًا في مهمّة الجيش في تحرير بقّية المدن)·