قتل 24 شخصا بينهم خمسة عسكريين اليوم الاثنين، في هجوم شنه مقاتلو تنظيم القاعدة ضد ثكنة عسكرية على تخوم مدينة لودر بمحافظة أبين جنوب اليمن وفي اشتباكات تلت هذا الهجوم، حسبما أفادت مصادر عسكرية وقبلية لوكالة فرانس برس.وشن مقاتلو القاعدة هجوما فاشلا آخر على نقطة أخرى للجيش جنوبي لودر بحسبما أفادت مصادر محلية دون أن يتضح ما إذا كان الهجوم أسفر عن ضحايا.ويؤكد الهجومان سعي التنظيم المتطرف إلى السيطرة على هذه المدينة الإستراتيجية التي تقع منطقة اتصال بين عدة محافظات بجنوب اليمن.وذكرت المصادر العسكرية والقبلية والمحلية أن بين القتلى خمسة عسكريين وأربعة مسلحين من أبناء القبائل الذين يقاتلون إلى جانب الجيش، فيما قتل 15 عنصرا من القاعدة في الاشتباكات المستمرة بحسبما أفادت وزارة الدفاع اليمنية في بيان.ونقلت جثث مقاتلي القاعدة إلى مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين على متن ثلاث مركبات بحسبما أفاد سكان لوكالة فرانس برس.وتقع لودر في محافظة أبين التي تسيطر القاعدة على قطاعات واسعة منها منذ نهاية ماي 2011 والتي تشهد مواجهات دامية مستمرة بين عناصر التنظيم المتطرف والقوات الحكومية التي تحاول استعادة السيطرة على المحافظة وخصوصا على عاصمتها زنبجار.وتتخذ القاعدة في جنوب اليمن اسم أنصار الشريعة وتسيطر أيضا على أجزاء من محافظة شبوة المجاورة.وتتبع الثكنة العسكرية اللواء 111 مدرع وتقع في شرق مدينة لودر، وهي مدينة كبيرة تقع على مسافة 150 كيلومتر شمال شرق زنجبار.واستهدف المسلحون المتطرفون الثكنة العسكرية بالرصاص وتبع ذلك اشتباكات عنيفة بين عناصر القاعدة من جهة والجيش والمقاتلين القبليين الموالي للحكومة من جهة أخرى.واستفادت القاعدة من تشتت السلطة المركزية ومن الاحتجاجات التي شهدها اليمن خلال الأشهر الماضية لتعزيز نفوذها في جنوب وشرق اليمن.من جهته، أكد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس أن القاعدة تحاصر لودر من ثلاث جهات، مع العلم أن هذه المدينة سبق أن شهدت صيف 2010 حربا دامية بين مقاتلي القاعدة والجيش اليمني، إلا أن الجيش استعاد في نهاية الأمر السيطرة على المدينة.وذكر المصدر لوكالة فرانس برس أن "الهجوم على ثكنة اللواء 111 مدرع هو بغرض السيطرة على مدينة لودر التي تتمتع بموقع استراتيجي بين محافظات شبوة والبيضاء ولحج".وأضاف أن مقاتلي التنظيم "يحاصرون المدينة من ثلاث جهات".إلا أن المصدر أعرب عن تفاؤله بقدرة الجيش على منع سيطرة التنظيم على لودر. وقال أن "القبائل تقاتل إلى جانب الجيش وسنصد القاعدة ونفشل مخططاتها ما دام سكان المدينة لودر يقاتلون إلى جانبنا".إلى ذلك، أفادت مصادر محلية أن "عناصر القاعدة يختبئون في سلسلة جبلية وعرة في شمال وشرق مدينة لودر" مؤكدة أن الجيش "تمكن من دحرهم".وذكرت المصادر أن هناك "رفضا شعبيا كبيرا للقاعدة في لودر" ومن غير المتوقع أن يتمكن التنظيم من السيطرة على المدينة.وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، أكد عضو في اللجان القبلية التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية أن "الجيش يدعمنا بالسلاح ولن نسمح لهم بدخول مدينتنا سنقف في وجه القاعدة".وقد تعهد رئيس اليمن التوافقي عبد ربه منصور هادي المتحدر من أبين، بالقضاء على تنظيم القاعدة.وقتل 24 شخصا يشتبه بأنهم من عناصر القاعدة في غارات جوية نفذت ليل السبت إلى الأحد، وفق وزارة الدفاع اليمنية وزعيم قبلي.وتستهدف غارات منتظمة منسوبة إلى الولاياتالمتحدة تشنها بصورة خاصة طائرات بدون طيار، عناصر من القاعدة في جنوب اليمن وشرقه، ولو أن واشنطن لا تعترف بتنفيذ مثل هذه العمليات.من جهة أخرى، أفاد مصدر امني أن شرطيا قتل وأصيب آخر الاثنين في هجوم مسلح بمدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن التي تشهد تصاعدا للعنف من قبل تنظيم القاعدة.وقال المصدر لوكالة فرانس برس أن "مسلحين فتحوا النار على مركبة لقوى الأمن في حي المنصورة ما أسفر عن مقتل سائق المركبة وإصابة آخر كان على متنها".وأكد شهود عيان لفرانس برس حصول الهجوم مشيرين إلى انه تم في وقت مبكر في وسط حي المنصورة، وهو حي بعدن يشهد تصاعدا لوتيرة الهجمات المنسوبة إلى تنظيم القاعدة.وكان عنصران من القاعدة قتلا الجمعة في انفجار أمام مركز للمخابرات في الحي.وذكرت القاعدة في بيان أنهما قتلا بسبب خطأ في جهاز توقيت قنبلة كانا يحاولان زرعها في المكان.