اختار المخرج التلفزيوني كمال دحماني (التجنيد الإجباري أثناء الاستعمار) لعرضه على الجمهور بمناسبة الذّكرى ال 50 لاستقلال البلاد، حيث يعكف حسب مصادر مطّلعة على عمليتي المزج والتركيب التي تأخذ وقتا طويلا بعد جمع المادة التاريخية من عدّة ولايات· هذا العمل يعدّ الثاني في أقلّ من ثلاث سنوات بعد إنجازه لشريط وثائقي يتحدّث عن الثورة في منطقة القبائل بمساهمة وزارة الثقافة، ومن المرتقب حسب مصادرنا أن يعرض الشريط الوثائقي بمناسبة 50 سنة على استقلال البلاد من براثن الاستعمار لتمرير عدّة رسائل تاريخية للأجيال الصاعدة عن مختلف الممارسات الاستعمارية يرويها آباء عايشوا تلك الفترة المظلمة من تاريخ البلاد. كما يهدف هذا الإنجاز إلى استباق الزمن لجمع الشهادات الحيّة باعتبار أن جيل الاستعمار بدا في تقلّص مستمرّ. ويعدّ تناول موضوع (التجنيد الإجباري في الجيش الفرنسي) من بين المواضيع الجديدة التي لم ينفض الغبار عن ملامح التجنيد وطرقه وأهدافه· كما يسعى ذات المخرج إلى التحضير لمسلسل جديد بعنوان (الحبّ والموت) من 40 حلقة تغوص في المشاكل والآفات الاجتماعية المدمّرة للعائلات والأسر، حيث من المنتظر عرضه على الشاشة الصغيرة في رمضان القادم بعد موافقة التلفزيون الجزائري على مضمون النصّ الذي يحمل رسائل تربوية وأخلاقية. وقد سبق لذات المخرج وأن عرض الجزء الأوّل من مسلسل كوميدي موسوم ب (أخام ندا أمزيان) باللّغة الأمازيغية من 24 حلقة على القناة الثانية، وهو يطمح حسب مصادرنا إلى إنجاز مسلسل بعنوان (مغامرات عيوني) بنفس الأسلوب والطريقة التي اعتاد عليها المشاهد في مسلسل (أخام ندا أمزيان)، حيث قوبل أيضا بالإيجاب من طرف لجنة القراءة للتلفزيون الجزائري التي أعطت له الضوء الأخضر لإنجازه ويتضمّن محتواه قوالب فكاهية تصنع الفرجة للعائلات الجزائرية· ويعتبر المخرج كمال دحماني من بين المخرجين القلائل الذين ساهموا في إبراز الموروث الثقافي والتاريخي لمنطقة القبائل، تحصّل على شهادة دراسات العليا في تقنيات الإخراج السينمائي من جامعة فرنسا سنة 1989 وأنجز عديد الأعمال من بينها فيلم وثائقي بعنوان (إنقاذ أمّة) يسرد من خلاله وقائع الثورة·