بعد أن حصد 51.6 بالمائة من أصوات الفرنسيين وفاز على منافسه نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، تسلّم فرانسوا هولاند أمس الثلاثاء مقاليد السلطة ليصبح رسميا رئيسا للجمهورية الفرنسية، في حفل بسيط خالٍ من مظاهر البذخ كما وعد أنصاره· حفل تسليم السلطة جاء بسيطا بناء على طلب من (هولاند) الذي دعى 30 شخصية فقط من بينهم صديقته الصحفية فاليري تريفيلر، وبدا غريبا غياب أبنائه الأربعة· وانتهت مراسم الاحتفال بخروج فرانسوا هولاند بسيّارة مكشوفة إلى شارع الشانزليزيه ليحيي الشعب الفرنسي، وصولا إلى قوس النّصر حيث أضاء الشعلة عند ضريح الجندي المجهول· وكان فرانسوا هولاند، 57 عاما، وصل إلى قصر الإليزي عند العاشرة صباحا وكان ساركوزي في استقباله على عتبات القصر الذي دشّن في القرن الثامن عشر في عهد الملك لويس الخامس عشر، قبل اصطحابه إلى الداخل وإطلاعه على الملفات السرّية والحسّاسة وتسليمه رموز الرّدع النّووي الفرنسي· وقال بعض المحلّلين إن الرئيس المنتهية ولايته غالبا ما يخبر خلفه ببعض الأسرار ويعطيه نصائح بشأن بعض رؤساء وزعماء الدول العظمى، ومن المرجّح أن يكون ساركوزي كشف لهولاند عن بعض جوانب شخصية أنغيلا ميركل المستشارة الألمانية التي سيلتقيها مساء الثلاثاء في برلين في أوّل تحرّك دبلوماسي له كرئيس· وأصبح هولاند رئيسا رسميا للجمهورية الفرنسية بعد إعلان جان لوي دوبري رئيس المجلس الدستوري عن النتائج الرّسمية للانتخابات الرئاسية التي فاز فيها المرشّح الاشتراكي إثر الجولة الثانية، متقدّما على الرئيس المنتهية ولايته ب 51,64 في المائة من أصوات النّاخبين مقابل 48,36· وكما تعهّد الرئيس الجديد، جرت مراسم تسليم السلطة بطريقة متواضعة على كلّ المستويات، واختلفت بشكل جذري عن مراسيم 2007 عندما حضر نيكولا ساركوزي إلى الإليزيه مصطحبا زوجته آنذاك سيسيليا وأولادهما· وقالت مارتين أوبري زعيمة (الحزب الاشتراكي) إن هولاند تسلّم السلطة (بتواضع لأنه أصلا رجل متواضع)، مضيفة أنه (يريد بتواضعه البقاء قريبا من الشعب الفرنسي)· وبعد أن حيّى ضيوف حفل التسليم بقصر الإليزيه، جاب هولاند جادة الشانزيليزيه تحت أمطار غزيرة قبل تكريمه ذاكرة جول فيري مؤسس إلزامية ومجّانية التعليم في 1881، والعالمة الفرنسية ماري كوري الحائزة جائزة (نوبل) مرّتين، الأولى في الفيزياء في 1903 والثانية في الكيمياء في 1911. وفي خطاب قصير ألقاه عقب تسلّمه السلطة، أكّد فرانسوا هولاند تعهّداته خلال الحملة الانتخابية، مشدّدا على ضرورة (إعادة الثقة إلى الفرنسيين) وفتح عهد (رئاسة جديدة تكون صفاتها التواضع والسلم والانفتاح والعدالة الاجتماعية)، مشدّدا على (المصالحة) بين الفرنسيين و(لمّ شملهم) بعد خمس سنوات من عهد نيكولا ساركوزي كان قد وصفها خلال الحملة بأنها (فرّقت بين الفرنسيين) وخلقت (انقسامات في صفوفهم)·