أصبحت الحمامات المعدنية قبلة المواطنين، وخاصة منهم المرضى الذين صاروا يقصدونها من كلّ مكان، حتى يستفيدوا من مياهها الشافية حسب اعتقاداتهم ، والتي يسبحون فيها ويشربون من مياهها العذبة بداعي العلاج والتي تمنحهم نشاطا وقوة، وتشفيهم من بعض الأمراض المستعصية التي لم يجدوا لها دواء حتى عند الأطباء، وخاصة إذا تعلق الأمر بأمراض الكلى· وخلال جولة قادتنا إلى حمام ريغة التقينا بعضا ممن اعتادوا على ارتياد الحمامات التي يقولون إنهم فعلا جربوها، وجربوا فعاليتها، ومن هؤلاء نصيرة التي تفضل القدوم إلى هذا المنتجع كلما سمحت لها الظروف خصوصا نهاية الأسبوع، وتأتي أيضا في عطلة الربيع، أي ما إن تتاح لها الفرصة، وهي التي أصيبت بمرض (عرق لاسا) والمفاصل، ولم تنفع معها لا المستشفيات التي كانت تزورها، ولا الأطباء ولا شيء، بل إنّ طبيبا مختصا نصحها بأن تزور حمام بني ريغة ب (بومدفع)، وبعد أن فعلت، أي بعد أن أقامت في ذلك الحمام مدّة، عادت لتصارحنا بتأثيره عليها: (لقد اتجهت إلى حمام ريغة بعد أن نصحتني به بعض القريبات، واللائي أصبن هنّ كذلك قبلي بمرض المفاصل، وعالجوا أنفسهم في تلك الحمامات المعدنية، والتي تمنح الجسم نقاوة وصفاء، ولا أظنني مخطئة إن قلت إنها أحسن بكثير من الطب الحديث، على الأقل بالنسبة لي، فأنا جربتها بنفسي، وحتى الطبيب نصحني، وبعد أن أعطاني بعض الأدوية، والتي لا تفعل سوى أن تسكن الألم، نصحني بأن اتجه إلى إحدى تلك الحمامات المعدنية ففعلت، وأنا، والحمد لله، أحسن من قبل بكثير)· أمّا فاطمة، والتي لم تكن تصدق يوما أنها يمكن أن تقطع مئات الكيلومترات من العاصمة إلى معسكر، فقط لتستحم وتشرب من مياه حمام بوحنيفية المعدني، والذي اكتشفت فيه مؤخرا عينا تخرج منها مياه معدنية عذبة، معروفة ب (عين بني شقران) قالت لنا إنها شفيت بفضل الله، ثم بفضلها من مرض الحصى في الكلى الذي لازمها لسنين، والذي لم تجد له من حل أو علاج شاف إلا مسكنات وفقط، وتصارحنا بتجربتها قائلة: (لم أكن في البداية أؤمن بأن مياها يمكن أن تفعل ما يعجز عنه الطب، وكنت أسمع لشهادات الأشخاص الذين شفيوا، فأقول إنّ الأمر بسيكولوجي فقط، ولكنني بعدما ذهبت وقمت بشرب ذلك الماء اكتشفت بعدها أنّ الحجارة التي كانت عالقة بكليتي ذابت، وبالفعل شعرتُ بتحسن كبير، فصرت أنصح صديقاتي ومعارفي بالذهاب إلى الحمامات المعدنية المختلفة، من حمام بوحنيفية إلى حمام بوحجر أو حمام شيقر بتلمسان، كلها حمامات نافعة وجميلة)· الكثير من المواطنين، يتجهون إلى العلاج الطبيعي من جهة، سواء تعلق الأمر بتلك الحمامات المعدنية، أو بالأعشاب الطبيعية الناجعة، ولكن أيضا، بسبب ارتفاع أسعار الدواء، وغيرها من الأمور التي دفعت بالبعض إلى التخلي تماما عن الطب الحديث لاستبداله بالطب التقليدي، والذي يعتبره البعض أنجع بكثير· وكما يقول المثل الشعبي الشهير (يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر وهذا المثل يتماشى تماما مع عدة منابع تم تحليل مياهها من طرف خبراء وأخصائيين اكتشفوا منافعها في علاج عدة أمراض مستعصية·