حمامات كثيرة اشتهرت بنقاوة وصفاء مياهها، وليس هذا فحسب، فان المواطنين، وخاصة منهم المرضى صاروا يقصدونها من كلّ مكان، حتى يستفيدوا من مياهها، والتي يسبحون فيها، ولكن يشربون من حنفياتها كذلك، والتي تمنحهم نشاطا وقوة، وتشفيهم من بعض الأمراض التي لم يجدوا لها دواء حتى عند الأطباء، وخاصة إذا تعلق الأمر بإمراض الكلى. في نهاية الأسبوع الماضي قابلنا بعضا ممن اعتادوا على ارتياد الحمامات التي يقولون أنهم فعلا جربوها، وجربوا فعاليتها، ومن هؤلاء سلمى، التي تفضل القدوم في فصل الربيع، ولكنها أيضا تأتي في الفصول الأخرى، أي ما إن تتاح لها الفرصة، مثلما فعلت مع حلول شهر سبتمبر، وهي التي أصيبت بمرض في الكلى، ولم تنفع معها لا المستشفيات التي كانت تزورها، ولا الأطباء ولا شيء، بل إنّ طبيبا مختصا نصحها بان تزور حمام بني حوا، والواقع بين تنس وشرشال، وبعد أن فعلت، أي بعد أن أقامت في ذلك الحمام مدّة، عادت لتصارحنا بتأثيره عليها: "لقد اتجهت إلى حمام بني حوا، بعد أن نصحني به عدد من صديقاتي، واللائي أصبن هنّ كذلك قبلي بمرض الكلى، وعالجوا أنفسهم في تلك الحمامات المعدنية، والتي تمنح الجسم نقاوة وصفاء، ولا أظنني مخطئة أن قلت أنها أحسن بكثير من الطب الحديث، على الأقل بالنسبة لي، فانا جربتها بنفسي، وحتى الطبيب نصحني، وبعد أن أعطاني بعض الأدوية، والتي لا تفعل سوى أن تسكن اللام، نصحني بان اتجه إلى إحدى تلك الحمامات المعدنية ففعلت، وأنا، والحمد لله، أحسن من قبل بكثير". أمّا قديرة، والتي لم تكن تصدق يوما أنها يمكن أن تقطع مئات كيلومترات من العاصمة إلى معسكر، فقط لتستحم وتشرب من مياه حمام بوحنيفية المعدني، والذي اكتشفت فيه مؤخرا عين تخرج منها مياه معدنية عذبة، قالت لنا رونق أنها شفيت بفضل الله، ثم بفضلها من مرض الكلى الذي لازمها لسنين، والذي لم تجد له من حل، وتصارحنا بتجربتها قائلة: "لم أكن في البداية أؤمن بان مياها يمكن أن تفعل ما يعجز عنه الطب، وكنت اسمع لشهادات الأشخاص الذين شفيوا، فأقول أنّ الأمر بسيكولوجي فقط، ولكنني ذهبت وقمت بشرب ذلك الماء، وعندما طرحته بعدها اكتشفت أنّ الحجارة التي كانت عالقة بكليتي كلها ذهبت، وبالفعل شعرتُ بتحسن كبير، فصرت انصح صديقاتي ومعارفي بالذهاب إلى الحمامات المعدنية المختلفة، من حمام بوحنيفية إلى حمام المسخوطين او حمام شيقر بتلمسان، كلها حمامات نافعة وجميلة". الكثير من المواطنين، يتجهون إلى العلاج الطبيعي من جهة، سواء تعلق الأمر بتلك الحمامات المعدنية، أو بالأعشاب الطبيعية الناجعة، ولكن أيضا، بسبب ارتفاع أسعار الدواء، وغيرها من الأمور التي دفعت بالبعض إلى التخلي تماما عن الطب الحديث، لاستبداله بالطب التقليدي، والذي يعتبره البعض أنجع بكثير.