اشتكت والدة إحدى التلميذات بمدرسة ابتدائية بعين النعجة من المعاملة السيئة التي تتلقاها ابنتها (بن عدة فاطمة الزهراء) البالغة من العمر 7 سنوات، وتدرس بالسنة الأولى ابتدائي على يد معلمتها، وهو ما تسبب لها في أذى نفسي كبير، خاصة وأن الطفلة تعاني من تشوه خلقي واضح منذ ولادتها، وهو ما تسبب في تأخر التحاقها بالمدرسة، لكن ومع ذلك، فإن الطفلة، حسب والدتها أبدت اهتماما كبيرا بالدراسة، وتواظب دوما على حل دروسها وتمارينها، في المنزل بمفردها، حيث أنها تحب الدراسة كثيرا، ولم تتأخر يوما عن الالتحاق بقسمها، دون أن تفهم الوالدة، حسبما ذكرته لنا، سر هذه المعاملة غير العادلة من طرف المعلمة، التي قامت -حسبها- بنقلها إلى آخر القسم، وإقصائها من المشاركة في بعض النشاطات المدرسية، العادية التي يشارك فيها كافة التلاميذ دونها· وبحسب الوالدة دائما، فإنها تتابع ابنتها باستمرار، وقد قامت منذ بداية الدخول المدرسي بالتنقل إلى المدرسة وشرح الحالة الصحية والنفسية لابنتها، التي خضعت لحوالي 8 علميات جراحية منذ ولادتها، على مستوى الفم والفك والحنك، من أجل تصحيح التشوه الخلقي الذي ولدت به، بالإضافة إلى 3 عمليات جراحية أخرى، على مستوى الأرجل، لأنها لم تكن تقوى على المشي إلا قبل نحو 3 سنوات فقط، أي بعد بلوغها سن 4 سنوات تقريبا، وقد طلبت من المعلمة، حسبما ما أكدته لنا، معاملتها كباقي التلاميذ، من حيث العقاب والثواب، إنما مع الحرص، نظرا لضعف جسمها على تركها في المقاعد الأمامية، لكن دون أن يتحقق لها ذلك، فيما قالت إن المعلمة اشتكت من حركتها الكثيرة في القسم ومشاغبتها وهو ما دفعها إلى نقلها للمكان الأخير في القسم· وتخوفت الوالدة بشدة، من أن يؤثر الأمر على التحصيل الدراسي لابنتها، إلى درجة قالت إنها تفكر في توقيفها عن الدراسة، بعدما تعبت من مشاوير الذهاب والإياب إلى المدرسة، وعزوف المعلمة الخاصة بابنتها عن مقابلتها وتجنبها في كل مرة، وهو ما أصاب الأم بإحباط شديد، وأثر بشكل واضح على تحصيل البنت، متسائلة إن كان من حق المعلمة إقصاء ابنتها بهذا الشكل، عوض أن تكون لها أما ثانية، تراعي ظروفها الصحية الصعبة، خاصة وأن الطفلة لا زالت بحاجة إلى العديد من التدخلات الجراحية وعشرات العلميات، من أجل تصحيح وعلاج التشوه الخلقي الذي ولدت به؟ تجدر الإشارة إلى أن هذا التشوه الخلقي الذي ولدت به الابنة ويسمى علمياً (الشفة الأرنبية) يعتبر من تشوهات الوجه الشائعة جدا، وتنحصر أسبابها بين عوامل وراثية وبيئية مترابطة في بعض الأحيان، ويسمى من لديه هذا المرض بالأشرم إذا كان الانشقاق في الشفة ويسمى بالأخنف إذا كان صوته مخنفا لوجود انشقاق حنكي، كما أن المرضى المصابين بهذا التشوه الخلقي يحتاجون للكثير من الرعاية الطبية والمعنوية، حتى تتم تنشئتهم النشأة الطبيعية، والتي تؤهلهم ليكونوا أعضاء صالحين في المجتمع· وبحسب المختصين، فإن التشوه الخلقي المدعو الشفة الأرنبية هو عبارة عن انشقاق أو تشوه خلقي يحدث في الشفة، وعادة ما يكون مصاحباً بشق الحنك أو اللهاة، وهو ناتج عن عدم التحام الأجزاء المكونة للأعضاء المكونة لسقف الفم (الحنك) والشفة العليا، أثناء مراحل نموها، فعادة ما تتكون أجزاء الشفة العليا والحنك اليمنى واليسرى بشكل منفصل في الثلاثة شهور الأولى، من فترة الحمل ومن ثم تلتحم بعد ذلك مكونة سقف الفم والشفة العليا، وإذا كان هناك أي خلل وراثي في الجينات المسؤولة عن عملية الالتحام أو خلل ناتج عن عامل بيئي فإن النتيجة المتوقعة هي عدم الالتحام، وولادة طفل يعاني من الشفة الأرنبية، ومن أهم الأعراض المصاحبة للانشقاق، هي قصور الفك العلوي وتشوهات الأسنان ومشاكل في الوظائف الفموية، من مضغ وبلع، كما أن هناك مشاكل في النطق والسمع والتغذية· هذا بالإضافة إلى المشاكل النفسية التي تحدث لدى الطفل وأهله·