ضجة كبيرة واستياء وسخط في الأوساط الإعلامية وغير الإعلامية في تونس، بعد تداول فيديو عبر الفيسبوك يُظهر فناناً تونسياً معروفاً يدعى محسن الشريف وهو يغني في حفل للجالية اليهودية ويهتف بحياة رئيس الوزراء الإسرائلي مردداً "يحيا بيبي نتنياهو"، داعيا، في الوقت نفسه، اليهود الحاضرين إلى لقاء قريب في شهر مايو في جزيرة جربة التونسية (500كم جنوب العاصمة تونس)، وتحديداً في معبد الغريبة، الذي يحج له سنوياً آلاف اليهود من شتى أصقاع العالم. ولم يشر الفيديو المنشور، الذي سرى عبر شبكة الإنترنت سريان النار في الهشيم، مكان أو تاريخ الحفل، لكنه أظهر هذا الفنان وهو يغني ويرقص ويهتف بحياة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بطلب من أحد الحضور. وطالبت مجموعات عبر الفيسبوك (تجاوز فيها عدد المشتركين بين الأمس واليوم 16 ألف شخص) بسحب الجنسية التونسية من هذا الفنان ومقاطعة كل حفلاته ومنعه من الظهور على شاشات التلفزة التونسية الحكومية وغير الحكومية، لا سيما دعوته للغناء في المناسبات الدينية الإسلامية. كما تم وصفه بعبارات مهينة، مثل "العميل والخائن". من جانبه، وفي أول تعليق له على الحادثة وفق ما تم نشره على موقعه الرسمي، أكد محسن الشريف أنه "لا يعرف من يكون نتنياهو، وأن الحكاية لا تتعدى إطارها الاحتفالي"، مقللاً من خطورة ما أقدم عليه. ولا تقيم تونس علاقات ديبلوماسية مباشرة مع إسرائيل، وكانت تونس وإسرائيل قد تبادلتا عام 1996 مكتبين لرعاية المصالح، إلا أن تونس أغلقت المكتب سنة 2000 (تنفيذاً لقرارات القمة العربية المنعقدة بالقاهرة) إثر قمع إسرائيل الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت خلال نفس العام. وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، إنه رغم قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين فإن "بعض الصلات التجارية كما السياحة تستمر، شأنها شأن الصلات القائمة في مجالات أخرى"، دون أن توضح ماهية هذة المجالات. ويتدفق في شهر مايو من كل عام آلاف اليهود من فرنسا وإسرائيل وإيطاليا وأمريكا الشمالية إلى جزيرة جربة التونسية للقيام بشعائرهم الدينية والحج في معبد الغريبة الذي يعد أقدم المعابد اليهودية في العالم، حيث يعود تاريخه إلى 2500 سنة، كما تشكل جزيرة جربة نموذجاً فريداً من نوعه في العالم للتعايش بين الديانات الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية).