بعد أيّام قليلة من (محرقة) تلمسان التي أودت بحياة عدد من الطلبة، أودى صبيحة أمس حادث مرور مميت بحياة شخصين كانا على متن سيّارة رباعية الدّفع انقلبت على مستوى الطريق الوطني رقم 12 في جهته الرّابطة بين مدينة تيزي وزو وبلدية ذراع بن خدّة في المكان المسمّى (تومي) واصطدمت بحافلة لنقل الطلبة الجامعيين مخلّفة جرح 18 طالبا جامعيا ووفاة الضحايا الذين كانوا على متن السيّارة. الحادث الدموي وقع حسب ما أكّدته مصالح الحماية المدنية في حدود السابعة ونصف صباحا، حين كان الضحّية المدعو (عابر فرحات) البالغ من العمر 23 سنة، يوصل قريبته (عبليش نورة) إلى مركز الامتحان المخصّص للمترشّحين الأحرار بمدينة ذراع بن خدّة، وكان الضحّية يسير بسرعة جنونية ليتفادى تأخّر قريبته عن الامتحان، إلاّ أن الموت كان أقرب إليهما من مركز الامتحان. وحسب الشهادات المستقاة من مكان الحادث فقد صرّح المواطنون بأن سيّارة الضحايا وهي من نوع (بيغ آب) رباعية الدّفع سوداء اللّون كانت تسير بسرعة البرق قبل أن تنحرف وتصطدم بالحاجز الحجري وتعلو إلى السّماء، وانقلبت في الهواء مرّات عديدة متجاوزة الحاجز الحجري الموجود وسط الطريق فسقطت على الواجهة الأمامية لحافلة مخصّصة لنقل الطلبة والعاملة على محور قرى سيدي علي بوناب وجامعة (مولود معمري)، وكانوا في طريقهم إلى الجامعة وفي مرحلة امتحانات، وقد أصيب 18 منهم بجروح متفاوتة الخطورة من كسور في الأرجل والأيدي والأنف وجروح مختلفة من طفيفة إلى خطيرة، في حين علق السائق وسط حطام الحافلة وحاول الطلبة إسعافه وإخراجه لكنهم فشلوا. ونظرا لكون الطريق موقع الحادث طريق سريع يربط تيزي وزو بالولايات المجاورة فقد تسبّب الحادث في عرقلة حركة السير وصعّب من مهمّة وصول رجال الحماية المدنية لوحدة ذراع بن خدّة الذين تدعّموا بفرقة من مصالح حماية تيزي وزو، إلى جانب رجال الأمن الحضري لذراع بن خدّة وكذا فرقة الدرك الوطني. وقد نقل الجرحى على متن سيّارات المارّة من مكان الحادث وحوّلوا إلى المركز الجواري للصحّة العمومية بذراع بن خدّة، وبعدها إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمركز الاستشفائي الجامعي بتيزي وزو، كما نقل الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث بذات المستشفى. ولدى تنقّلنا إلى مستشفى تيزي وزو ومصلحة حفظ الجثث أكّد الطلبة أن الحادث وقع في لمح البرق ولم يتمكّنوا من مساعدة الضحايا الذين كانوا في السيّارة لأن ذلك كان مستحيلا نظرا لخطورة إصاباتهم، وتعذّر استخراج جثّثهم من داخل السيّارة التي تفتّتت أجسادهم بها. وقد تحصّل الطلبة على شهادات إعفاء طبّية لعدم إجرائهم الامتحانات لكونه في مرحلتها. ومن جهة أخرى وكما ذكرنا فإن الحادث الأليم تسبّب في غلق حركة المرور بالطريق الوطني رقم 12 تماما، ما أدّى إلى وصول 13مترشّحا حرّا إلى مركز الامتحان بذراع بن خدّة متأخّرين، وقد ترجّلوا وتنقّلوا مشيا إلى ذات المركز لكنهم وصلوا متأخّرين بوقت قصير فتمّ رفضهم ومنعهم من دخول مركز الامتحان وباءت محاولاتهم لتبرير موقفهم بالفشل وفوّتوا بذلك فرصة اجتياز الامتحان في يومه الأوّل.