تشهد شواطئنا حركة نشيطة ومميزة على مدار أيام الصيف بحيث تتردد العائلات يوميا على الشواطئ من أجل الهروب من حرارة الجو وروتين المنزل، حيث نجد الشواطئ تعرف اكتضاضا على مدار كل أيام الأسبوع، ولا يقتصر ذلك على أيام العطلة، ولكن ما يعيق تلك العائلات خصوصا النساء والفتيات اللواتي يرتدين الحجاب هو عدم تمكنهم من الاستمتاع بالبحر وارتداء ملابس السباحة بكل حرية، لأن اللباس الشرعي الذي التزموا بارتدائه يمثل عائقا إجباريا يمنعهم من التخلي عنه، ولهذا تجد معظم النساء المرتديات لهذا اللباس الشرعي يغامرن بالدخول إلى مياه البحر بكامل حجابهم، في حين نجد في بعض الأحيان من يضربون عرض الحائط إجبارية الاقتداء بشروط اللباس الشرعي، وتجدهم يسبحون بلباس نصف محتشم وما يظهر أنهن من مرتديات الحجاب هو احتفاظهن بالخمار أو قيامهن بربطه من الوراء مع كشف الرقبة وبالتالي القضاء على ضوابطه. وهذا لا يقتصر فقط على النهار حيث أن الحركة تتواصل إلى ساعات متأخرة من الليل بنفس النشاط والحيوية. وعند تنقلنا لبعض شواطئ العاصمة في ساعة متأخرة استغربنا لامتلاء تلك الشواطئ بالعائلات والمحجبات اللواتي تخلين عن نصف حجابهن الذي لم يتبق من علاماته سوى الخمار الذي يعرفنا أن تلك الفتاة من مرتديات الحجاب. وعند اقترابنا من بعضهن للاستفسار عن اختيارهن فترة الليل والظلام للسباحة، تحدثنا مع جميلة التي أوضحت أن حجابها يمنعها من السباحة في النهار أمام أعين الشباب التي لا ترحم، وأضافت أن مجتمعنا يحرمنا من السباحة، ومن جراء تلك النظرات والأقاويل التي نسمعها لدى ارتدائنا للحجاب في الشاطئ يجعلنا لا نستهوي البحر في النهار ولا نستمتع بمياهه ونسماته، ولذلك تقول جميلة أنا أختار الليل حيث لا يراني أحد وفي بعض الأحيان أرتدي لباس البحر العادي وأسبح به رفقة أخواتي المحجبات كذلك وعائلتي، وأضافت أن الليل يسترهن من أعين الناس. وعندما اقتربنا من رانية التي هي شابة في مقتبل العمر كانت تلبس لباس السباحة ومن بعض علامات هيأتها الخارجية تبين لنا أنها فتاة ترتدي الحجاب، وعندما سألناها عن قدرتها على السباحة في الليل رغم الظلام أكدت لنا أنها تفضل السباحة في الليل ولا علاقة لذلك بارتدائها الحجاب، دون أن تنكر أن سباحة المحجبة في الليل أفضل من النهار لكونها مجبرة على التستر. أما لطيفة فنظرتها مغايرة تماما ورأت أن المرأة المحجبة يجب أن تحافظ على لباسها وسمعتها ولا يرتبط ذلك بالمواقيت الزمنية، فالفتاة المؤدبة التي تحتشم وتحافظ على كرامتها وتهتم بضوابط اللباس الشرعي ترعاه في كل وقت وحين ولا يتعلق ذلك بالليل أو بالنهار، إلا أن العكس هو الحاصل وبتن نشاهد محجبات يتخلين عن حشمتهن على مستوى الشواطئ أمام الأغراب لغرض الاستمتاع بالبحر، في حين اختارت بعضهن اللباس المستور الذي يحافظ على حشمتهن وفي نفس الوقت يمكنهن من السباحة بكل راحة وذلك أخف الضررين مقارنة مع من انسلخن عن حشمتهن لمجرد نزوات عابرة وبدعوى هوسهن بالبحر.