أشار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الصحافة الألمانية أمس الثلاثاء إلى الأهمّية الكبرى التي تعلّقها إسرائيل على الغوّاصات التي قدّمتها ألمانيا، والتي كما قالت مجلّة (در شبيغل) يمكن تزويدها بصواريخ نووية. وقال نتنياهو في مقابلة نشرتها أمس صحيفة (بيلد) إن (ألمانيا أعربت عن الأهمّية التي يكتسيها أمن إسرائيل ببيعها غواصة جديدة)، وأضاف أنه (تجهيز إضافي مهمّ جدّا لأمننا القومي)، وأوضح أنه (إنجاز كبير للدولة العبرية يتيح لنا الدفاع عن إنفسنا ضد أيّ تهديد). وذكرت مجلّة (در شبيغل) في عددها ليوم الاثنين أن إسرائيل بصدد تجهيز الغوّاصات التي قدّمتها لها ألمانيا بصواريخ عابرة تحمل رؤوسا نووية. ونفت برلين باستمرار أن يكون بإمكان هذه الغوّاصات أن تشكّل جزءا من الترسانة النّووية الإسرائيلية، ومع ذلك وحسب المصدر نفسه فإن مسؤولين سابقين كبارا في وزارة الدفاع الألمانية أكّدوا أن الحكومة فكّرت بالفعل باستمرار في أن إسرائيل تجهّز الغوّاصات الهجومية من طراز دولفين بذخائر نووية. وطلبت المعارضة الاجتماعية الديمقراطية إيضاحات من حكومة أنغيلا ميركل. لكن ستيفن شيبيرت المتحدّث باسم المستشارة الالمانية لم ينف الأمر واكتفى بالقول إنه لا يشارك في (التكهّنات) المتعلّقة ب (التسلّح المستقبلي) المتعلّق بهذه الغوّاصات. وسلّمت ألمانيا ثلاثا من هذه الغوّاصات وستسلّم ثلاث أخرى أخرى قبل عام 2017. وإسرائيل التي لم توقّع معاهدة حظر الانتشار النّووي لم تنف ولم تؤكّد على الإطلاق قدراتها النّووية، وهي سياسة توصف رسميا ب (الغموض المتعمّد). ومع ذلك فإن إسرائيل تعتبر القوّة النّووية الوحيدة في المنطقة، وهي تملك نحو 300 رأس نووي مصوَّبة باتجاه 300 مدينة عربية وإسلامية مأهولة بالسكان. قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس إنه إذا تصلَّبت أمريكا في رفض الاعتذار لباكستان على قتل 24 جنديا في نوفمبر فليس على إسرائيل الاعتذار لتركيا عن الهجوم على (مافي مرمرة) وسقوط قتلى فيه. ونقلت صحيفة (جيروزاليم بوست) العبرية عن ليبرمان قوله في مؤتمر في إيلات إن (الباكستانيين طالبوا الولايات المتّحدة بالاعتذار، والأمريكيون قالوا: أبدًا، لذلك فحين يأتي الأمريكيون ويضغطون علينا لنعتذر عن مافي مرمرة بسبب هذا التقييد أو ذاك، أحيانًا حتى لأصدقائك المقرّبين عليك أن تقول: لا وإلاَّ لا أحدَ سيحترمك). وجدّد ليبرمان تأكيده على رفض حكومته الاعتذار للحكومة التركية عن مقتل تسعة من المتضامنين الأتراك معلّقًا على ذلك بقوله: (عندما يأتون إلينا ويقومون بالضغط علينا من أجل الاعتذار لتركيا فإننا سنرفض حتى لو كان ذلك لأقرب أصدقائنا). وادّعى ليبرمان أن قوّات الكوماندوس الإسرائيلي التي صعدت على السفينة التركية واشتبكت مع المتضامنين مارست ما اعتبره (حقّها بشكل واضح في الدفاع عن النّفس)، زاعمًا أن الضغط التركي على إسرائيل من أجل الاعتذار (يمنعنا من استخدام الحقّ المشروع في الدفاع عن أنفسنا). يذكر أن جنودًا إسرائيليين هاجموا يوم 31 ماي 2010 سفينة (مافي مرمرة) التركية التي كانت ضمن أسطول (الحرّية) الذي كان يسعى لنقل عشرة آلاف طن من بضائع الإغاثة إلى قطاع غزّة وكسر الحصار الإسرائيلي. وأسفر الهجوم الذي استخدمت فيه القوّات الإسرائيلية مروحيات وقوارب عسكرية عن استشهاد تسعة أتراك، كما تسبّب في تعكير صفو العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وطردت تركيا السفير الإسرائيلي وجمّدت كلّ التعاون العسكري معها بعدما برّأ تقرير متحيّز للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي ساحة إسرائيل.