تصاعدت حدّة التوتّر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في الآونة الأخيرة بشأن الدرع الصاروخية، حيث أعربت موسكو أمس الجمعة عن انزعاجها من التحذيرات التي وجّهها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (النّاتو) أندريس فوج راسموسين لروسيا من نشر صواريخ عند مجال عمل الحلف. وذكرت وكالة أنباء (نوفوستي) الرّوسية أن موسكو ردّت على راسموسين الذي جدّد تحذيره لروسيا من نشر صواريخ عند حدود مجال عمل الحلف قائلة: (إن هذا الموقف يتنافى مع استعداد الحلف لإقامة علاقات شراكة استراتيجية مع روسيا). وقد نفت روسيا صحّة الأنباء التي تردّدت عن أن روسيا تزيد تهديداتها لحلف (النّاتو) بنشر صواريخ عند حدود مجال عمل الحلف، حيث قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الرّوسية ألكسندر لوكاشيفيتش في إشارة إلى دول البلطيق (إن بعض أعضاء الحلف الذين يحاولون إنعاش ما يسمّونه بالخطر القادم من الشرق هم مصدر تلك الأنباء). وكان راسموسين قد عاود مجدّدا ترديد أن نشر الصواريخ الّروسية عند حدود الحلف عبث لا طائل وراءه، محذّرا روسيا من نشر صواريخ في مجال عمل (النّاتو). ووصف المتحدّث باسم الخارجية الرّوسية موقف راسموسن بأنه لا يتماشى مع إعلان الحلف استعداده للارتقاء بالعلاقات مع روسيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مضيفا (أن موسكو تصرّ على وجوب التزام (النّاتو) ب (ضبط النّفس وعدم نشر مزيد من القوّات المقاتلة). وقد جدّد وزير الدفاع الرّوسي أناتولي سيرديوكوف التحذير الذي وجّهته موسكو إلى حلف شمال الأطلسي على لسان رئيس أركان الجيش الرّوسي في وقت سابق قائلا: (إن روسيا قد تقدم على ضرب مضادّات الصواريخ التي تعتزم الولايات المتّحدة والنّاتو نشرها في أوروبا بصواريخ إسكندر)، مشيرا إلى أن هذه الصواريخ تستطيع أن تدمّر ما (قد يعيق صواريخنا). وكانت الولايات المتّحدة قد أعلنت نيّتها مدّ شبكة يجري العمل في إنشائها لتحمي أمريكا من هجوم بالصواريخ ضد أوروبا. وأعربت روسيا عن قلقها إزاء مشروع (الدرع الصاروخية) الأمريكي، معتبرة أن الهدف من إقامتها في أوروبا هو إبطال مفعول الصواريخ الرّوسية القادرة على حمل الرؤوس النّووية بينما يصرّ الغرب على أن (الدرع يهدف إلى صدّ الهجمات المحتملة القادمة