ذكرت مصادر المعارضة السورية ان عشرات الاشخاص قتلوا ليلة الأربعاء إلى الخميس في منطقة القبير في محافظة حماة (وسط). وكان المكتب الإعلامي (للمجلس الوطني السوري) المعارض اتهم في بيان القوات السورية و"ميليشيات موالية للنظام" بارتكاب مذبحة مزرعة القبير التي قال انه سقط فيها 78 شخصا "35 منهم من عائلة واحدة، وأكثر من نصفهم من النساء والأطفال". وأضاف ان الضحايا قتلوا "بنيران قوات الأسد وحرقا وبالسلاح الأبيض من قبل ميليشيات موالية للنظام جاءت من قرى مجاورة". وقال البيان انه "تم حرق الأطفال والنساء في داخل المنازل في القبير"، مشيرا الى أن "سكان القبير نحو 130 شخصا لم ينجُ منهم إلا نحو 10 أو 15 ". وجاء ذلك بعد مجزرة راح ضحيتها 108 مدنيين في 25 ماي في الحولة بمحافظة حمص بوسط سوريا ايضا. ونسبت المعارضة السورية المجزرتين الى النظام. ومن جهته نفى مصدر رسمي سوري كل الانباء المتعلقة بحصول المجزرة فجر الخميس، مشددا على انها "عارية عن الصحة تماما". وقال التلفزيون إن "مجموعة ارهابية مسلحة ارتكبت جريمة مروعة في مزرعة القبير في ريف حماة ذهب ضحيتها تسعة مواطنين من النساء والاطفال". إلى ذلك، افاد الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في بيان له أن وفد المراقبين يواجه عوائق ولم يتمكن بعد من الدخول إلى مزرعة القبير في ريف حماة وسط سوريا، حيث اكدت مصادر المعارضة السورية وحقوقيون مقتل 49 شخصا. وذكر مود ان "عدة عوامل عرقلت وفد المراقبين الدوليين من الوصول الى مزرعة القبير من اجل التحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية"، مشيرا الى ان "المراقبين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى القرية". واشار مود إلى انه "يجري توقيف المراقبين عند حواجز تابعة للجيش السوري وفي بعض الاحيان يعادون ادراجهم. ويجري توقيف بعض دورياتنا من قبل المدنيين في المنطقة". واضاف مود "نتلقى معلومات من السكان تفيد بان هناك خطرا على سلامة مراقبينا في حال دخلنا مزرعة القبير". واكد رئيس البعثة أن المراقبين "يواصلون سعيهم للدخول على الرغم من هذه الصعوبات للتحقق من الوقائع ميدانيا". وعبر مود عن قلقه من التضييق المفروض على حركة المراقبين كونه يعيق قدرة المراقبين على الرصد والمراقبة والإبلاغ. وذكر رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال مع وكالة فرانس برس أن احد مرافقي البعثة اكد له "لم ندخل إلى القبير بعد، الا اننا بخير". فيما نفى مصدر رسمي، في شريط عاجل ظهر على التلفزيون السوري الرسمي، ما تناقلته بعض وسائل الاعلام حول منع مراقبي الاممالمتحدة من الدخول الى مزرعة القبير مؤكدا أن هناك تسهيلات كاملة للمراقبين بحرية التحرك والانتقال إلى أي مكان يختارونه. واكد المصدر أن "بعثة المراقبين دخلت إلى مزرعة القبير بريف محردة (وسط) التي شهدت جريمة ارتكبها ارهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والاطفال". من جهته، دعا وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله الأممالمتحدة امس الجمعة إلى فرض عقوبات عاجلة على سوريا. وقال فيسترفيله خلال زيارته للعاصمة اللبنانية بيروت: "جهودنا الحالية لا تكفي"، مؤكدا ضرورة اتخاذ "إجراءات سياسية ودبلوماسية جديدة أكثر قوة الآن". وأضاف فيسترفيله: "نعلم جميعا أن الوقت لا يمر فحسب، بل يجري". وناشد الوزير الألماني مجددا روسيا التي تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن بعدم الاستمرار في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. كما أدانت رئيسة الحكومة الأسترالية جوليا جيلارد امس الجمعة استمرار أعمال العنف في سوريا وشددت على الإلتزام بالعمل مع المجتمع الدولي لوضع حد للعنف. ونقلت وكالة الأنباء الأسترالية عن جيلارد قولها أن "الناس في أستراليا تأثروا بصور القتلى بما فيهم الأطفال". وأضافت أن الوضع في سوريا "صعب جدا" مؤكدة "سنستمر في العمل مع باقي العالم لفرض الضغوط على سوريا لوقف العنف". وشددت رئيسة الحكومة الأسترالية على "دعم خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لحل الأزمة في سوريا". وتواصل أمس الجمعة، قصف حي الخالدية في حمص من القوات النظامية التي تحاول اقتحامه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان إن "حي الخالدية يتعرض منذ صباح الجمعة لقصف عنيف من القوات النظامية السورية، وتسقط نحو خمس قذائف بالدقيقة"، مشيرا إلى أن "القصف يتوقف لمدة ربع ساعة ويعود بالوتيرة نفسها". واشار إلى أن "القوات النظامية تحاول اقتحام حي الخالدية في المدينة". ومنذ سقوط حي بابا عمرو في بداية مارس، تتعرض احياء عديدة في مدينة حمص لقصف شبه متواصل من القوات النظامية، وقد شهدت عمليات نزوح واسعة. ومن جهة ثانية، ذكر المرصد ان عنصرين من قوى الأمن قتلا في انفجار وقع في مدينة ادلب واستهدف قسما للشرطة. واورد معلومات اولية مفادها ان الانفجار نتج عن "انفجار سيارة مفخخة". ودعت المعارضة السورية امس إلى التظاهر تحت شعار (ثوار وتجار يدا بيد حتى الانتصار)، في محاولة لحث الطبقة البورجوازية السورية ورجال الاعمال على الانضمام بفاعلية اكبر الى الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد.