فصلت أمس محكمة جنايات العاصمة بعد سلسلة من التأجيلات في ملف الدكتور النّفساني الخبير الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة (ب. نور الدين) المتابع بجناية التعامل مع دولة أجنبية من شأنه الإضرار بالمصالح الاقتصادية والدبلوماسية للدولة بإدانته غيابيا بالسجن النّافذ 20 سنة. تفاصيل القضية التي سبق ل (أخبار اليوم) نشر تفاصيلها، تتلخّص في أنه في سنة 2004 سافر المتّهم إلى العراق في إطار مهمّة إنسانية وكان رئيسا للبعثة الدولية للأخصّائيين النّفسانيين قصد التكفّل النّفسي بالأطفال العراقيين بطلب من الأمم المتّحدة، غير أنه اكتشف بمحافظة الموصل معسكرا للانتحاريين من جنسيات مختلفة، معترفا بأنه علم بأنهم كانوا مكلّفين بالقيام بعمليات انتحارية خارج العراق. كما اعترف المتّهم خلال استجوابه من طرف الضبطية القضائية بأنه من خلال تواجده في ثكنة بريطانية بمنطقة البصرة عثر على خمسة رعايا من جنسية روسية كانوا محتجزين هناك، وأنهم طلبوا منه إغاثتهم وإخبار ذويهم بمكان تواجدهم ومنحوه أغراضهم الشخصية وبعض الوثائق. وعندما عاد المتّهم إلى الجزائر اتّصل بالسفير الرّوسي ومنحه هذه المعلومات حول الرعايا الرّوس المحتجزين في العراق مقابل مليون أورو، المبلغ الذي لم يتحصّل عليه حسب اعترافاته أثناء التحقيق. واعترف المتّهم كذلك بأنه وجّه مراسلات إلى عدّة سفارات أجنبية بالجزائر، والتي جمع بشأنها معلومات من معسكرات التدريب في العراق تخصّ استهداف بلدانها بتفجيرات انتحارية من طرف الجماعات الإرهابية المسلّحة على رأسها السفارة الكندية والفرنسية والإسبانية والبريطانية والقطرية، وأضاف حسب ما جاء في قرار الإحالة أنه تلقّى ردّا فقط من طرف السفارة القطرية التي أبدت اهتماما بالموضوع واتّصل بالسفير القطري، غير أنه تمّ إلقاء القبض عليه فور خروجه من السفارة القطرية. وتعرّض بن زيان للاعتقال أيّاما قليلة بعد عودته من المملكة المغربية، حيث شارك في ملتقى علمي مع مختصّين في علم النّفس، بحث الأثار النّفسية التي يتركها الإرهاب في الدول التي يضربها. وتفيد تحقيقات أجرتها مصالح المخابرات المضادّة للجوسسة بأن بن زيان كان شديد الصلة بجهات استخباراتية أجنبية وسفارات دول كثيرة بالجزائر، من بينها روسيا وقطر، حيث كان يتّصل بها كلّما أنهى مهمّة في الخارج، واتّهمه قاضي التحقيق ب (العضوية في شبكة تجسس أجنبية). أمّا محامي المتّهم فذكر أن بن زيان كان فعلا على اتّصال بسفارات بعض الدول وببعض المنظمات المهتمّة بنشاط الإرهاب، (لكنه لم يكشف أيّ سرّ من أسرار الدولة الجزائرية حتى يتّهم بالجوسسة ضد بلده، ثمّ إنه لا يملك أيّ سرّ أصلا حتى يكشف عنه). وتابع المحامي: (كلّ ما في القضية أن الدكتور بن زيان جمع معطيات كثيرة ودقيقة عن تطوّر نشاط الجماعات المسلّحة في العراق عندما كان يؤدّي مهمّته في إطار رعاية المتضرّرين من الإرهاب نفسيا، وقادته استنتاجاته إلى أن دولا معيّنة ستكون هدفا وشيكا للإرهاب وعلى أيدي جهاديين يوجدون في العراق ينحدرون من هذه الدول فبادر إلى الاتّصال بجهات أمنية في هذه الدول وزار ممثّليها الدبلوماسية بالجزائر وحذّر مسؤوليها من خطر محتمل ستتعرّض له بلدانهم).