أجلت أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر إلى 15 جانفي المقبل قضية بن زيان نور الدين، دكتور نفساني وخبير في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة المتابع بجناية التعامل مع دولة أجنبية من شأنه الإضرار بمصالح الدولة. وقد نطق القاضي بن خرشي عمر بهذا التأجيل بسبب غياب دفاع المتهم. المتهم بن زيان نور الدين -حسب قرار الإحالة - دكتور نفساني وخبير في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، سافر إلى العراق في إطار مهمة إنسانية وكان رئيسا للبعثة الدولية للأخصائيين النفسانيين قصد التكفل النفسي بالأطفال العراقيين. غير أن المتهم اكتشف بمحافظة الموصل حسب ذات المصدر معسكرا للإنتحاريين من جنسيات مختلفة، معترفا أنه علم أنهم كانوا مكلفين بالقيام بعمليات انتحارية خارج العراق. كما اعترف أنه من خلال تواجده بثكنة بريطانية بمنطقة البصرة عثر على خمسة رعايا من جنسية روسية كانوا محتجزين هناك وأنهم طلبوا منه إغاتثهم، وإخبار ذويهم عن مكان تواجدهم ومنحوه أغراضهم الشخصية وبعض الوثائق. ودائما حسب قرار الإحالة لما عاد المتهم إلى الجزائر اتصل بالسفير الروسي ومنحه هذه المعلومات حول الرعايا الروس المحتجزين بالعراق مقابل مليون أورو، المبلغ الذي لم يتحصل عليه حسب اعترافاته أثناء التحقيق. واعترف المتهم كذلك أنه وجه مراسلات لعدة سفارات أجنبية بالجزائر والتي جمع بشأنها معلومات من معسكرات التدريب في العراق تخص استهداف بلدانها بتفجيرات انتحارية من طرف الجماعات الإرهابية المسلحة على رأسها السفارة الكندية والفرنسية والإسبانية والبريطانية والقطرية. وأضاف المتهم حسب ما جاء في قرار الإحالة أنه تلقى ردا فقط من طرف السفارة القطرية التي أبدت اهتماما بالموضوع واتصل بالسفير القطري، غير أنه تم إلقاء القبض عليه فور خروجه من السفارة القطرية. وتعرض بن زيان للاعتقال أياما قليلة بعد عودته من المملكة المغربية، حيث شارك في ملتقى علمي مع مختصين في علم النفس، بحث الآثار النفسية التي يتركها الإرهاب في الدول التي يضربها. وتفيد تحقيقات أجرتها مصالح المخابرات المضادة للجوسسة، أن بن زيان كان شديد الصلة بجهات استخبراتية أجنبية وسفارات دول كثيرة بالجزائر، من بينها روسيا وقطر، حيث كان يتصل بها كلما أنهى مهمة بالخارج. واتهمه قاضي التحقيق ب»العضوية في شبكة تجسس أجنبية«. أما محاميه فيذكر أن بن زيان كان فعلا على اتصال بسفارات بعض الدول وببعض المنظمات المهتمة بنشاط الإرهاب، »لكنه لم يكشف أي سر من أسرار الدولة الجزائرية حتى يتهم بالجوسسة ضد بلده، ثم إنه لا يملك أي سر أصلا حتى يكشف عنه«. وتابع المحامي: »كل ما في القضية أن الدكتور بن زيان جمع معطيات كثيرة ودقيقة عن تطور نشاط الجماعات المسلحة في العراق، عندما كان يؤدي مهمته في إطار رعاية المتضررين من الإرهاب نفسيا. وقادته استنتاجاته إلى أن دولا معينة ستكون هدفا وشيكا للإرهاب وعلى أيدي جهاديين يوجدون بالعراق ينحدرون من هذه الدول، فبادر إلى الاتصال بجهات أمنية في هذه الدول وزار ممثلياتها الدبلوماسية بالجزائر، وحذّر مسؤوليها من خطر محتمل ستتعرض له بلدانهم. هذا كل ما في الأمر.