انطلقت الزغاريد والأفراح في العديد من البيوت الجزائرية، على اثر إعلان نتائج امتحانات شهادة التعليم الابتدائي، وعمت الفرحة بيوت الناجحين في كل مكان، وتعتبر نتائج هذه الشهادة، الأولى في الإعلان قبيل إعلان نتائج امتحانات شهادة الباكالوريا، في الثاني من شهر جويلية المقبل، ونتائج امتحانات شهادة التعليم المتوسط. الكثير من العائلات الجزائرية، تفضل بعد إعلان نتائج هذه الامتحانات إقامة الأفراح احتفالا بهذه المناسبة، ودعوة الأقارب والأحباب للحضور، وهو الشأن ذاته بالنسبة لباقي الامتحانات أيضا، ولو أن الاحتفال بنتائج امتحانات التعليم الابتدائي، وإقامة الأفراح و الولائم لأجلها، لم يظهر إلا مؤخرا، بشكل سبب للبعض من المواطنين حرجا، وانزعاجا، لا سيما لمن هم مجبرون على الحضور لتهنئة عشرات التلاميذ في العائلة من الفائزين في هذه الشهادة، وبما أن الموسم هذه السنة قصير للغاية بفعل قدوم شهر رمضان الكريم، وبالتالي إقامة العديد من الأفراح والحفلات كحفلات الزواج والختان، والخطوبة وما شابهها، في هذه الفترة بالذات، من اجل عدم تأجيلها إلى ما بعد الشهر الكريم، وهو ما يمثل بالنسبة لبعض العائلات عبئا إضافيا، وضرائب كبيرة للغاية، ممثلة إما في مبالغ مالية، او هدايا مختلفة بالمناسبة. إحدى السيدات من العاصمة، قالت أن عائلتها تضم 3 فائزين في هذه الشهادة، إضافة إلى مرشحين آخرين في شهادة الباكالوريا، هذا ناهيك عن حفل خطوبة، ابن شقيقها، وزفاف ابنة شقيقها الثاني، دون نسيان حفلات الأصدقاء والجيران، التي جاءت جميعها دفعة واحدة، وبما أن الهدايا مكلفة للغاية، وكذا المبالغ المالية المهداة على شكل تاوسة، فان الموضوع يصبح محتاجا إلى تخصيص ميزانية، معتبرة فقط من أجل تغطية تكاليف الهدايا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال، إلغاء أي منها، لأن ذلك من شأنه أن يسبب متاعب وخلافات ما بين أفراد العائلة او الأحباب و الأصدقاء، إلا أن ذات المتحدثة تقول، أن الأمر مفهوم بالنسبة لحفلات الزواج و الختان والخطوبة، وأيضا شهادة الباكالوريا، وحتى التعليم المتوسط، إنما شهادة التعليم الابتدائي، فهي لا ترى بدا من إقامة حفلة خاصة بها، وتحميل الآخرين ما لا طاقة لهم به. على الجانب الآخر، يرى أولياء تلاميذ الناجحين، في شهادة التعليم الابتدائي أن من حقهم الاحتفال بنجاح أبنائهم، وإقامة الحفلات بالمناسبة، هو تعبير عن فرحهم وافتخارهم بأبنائهم، ورغبتهم في مشاركة هذه الفرحة مع البقية، وليس يعني إجبارهم على دفع أية غرامات مالية، على شكل هدايا أو تاوسة، فاقتسام الفرحة والبسمة، هو الأهم، ولا يعدو أن يكون الأمر حسب ولية أحد التلاميذ أن يكون دعما قويا نفسيا، ومعنويا لأبنائهم من أجل تشجيعهم على التحصيل العلمي، والمثابرة على الاجتهاد في مشوارهم الدراسي، وهو أمر مشروع، ومهم لأي تلميذ، فتشجعيه وتهنئته على نجاحه، ومكافأته عليه يمكنه من المواصلة دائما، على نفس النهج.