يشرف وزير العدل حافظ الأختام غدا بالمؤسسة العقابية للحراش على حفل تكريم الناجحين المتفوقين من النزلاء في امتحانات شهادة البكالوريا والتعليم المتوسط بحضور عدد من الوزراء والضيوف وعائلات الناجحين الذين بلغ عددهم هذه السنة 1935 ناجحا عبر الوطن و140 ناجحا بمؤسسة الحراش التي زارتها "المساء" أمس ؛حيث امتزجت مشاعر الفرحة بالنجاح والعفو الرئاسي وأمل الإفراج. وقد شاركت "المساء" نزلاء المؤسسة العقابية للحراش أجواء الفرحة والتفاؤل، حيث تجري التحضيرات لإقامة حفل تكريم المتفوقين الأوائل قي شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط الذي ستحتضنه غدا ساحة المؤسسة والذي سيشرف عليه وزير العدل حافظ الأختام. وككل سنة ستكون المناسبة فرصة للناجحين في امتحانات شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط للقاء عائلاتهم المدعوة من طرف إدارة المؤسسة لحضور الحفل الذي ستقدم خلاله هدايا تشجيعية للفائزين من بينها كتب قيمة ومجموعة من الألبسة الرياضية وغيرها. وبالمناسبة التقت "المساء" بعض الفائزين الذين عبروا عن فرحتهم غير العادية كونهم تمكنوا من تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه خارج السجن. فبحي النساء حاورنا بعض الناجحات في شهادة البكالوريا تتصدرهمن النزيلة "ب.ر" التي تنجحت للمرة الرابعة، الأولى في امتحان البكالوريا خارج المؤسسة والثلاث المتبقية داخل السجن وهي تعتزم تكرار التجربة في كل سنة "لقد خضت امتحانات البكالوريا أربع مرات في حياتي ونجحت في كل مرة وسوف أواصل في هذا المنوال لأن أملي في الحصول على تخفيف الحكم الصادر في حقي لن يتوقف كون أن رئيس الجمهورية يشجع كل من يسعى إلى العلم "هذا ما أكدته هذه النزيلة المحكوم عليها بالسجن المؤبد والتي تقضي كل وقتها بالمؤسسة في الدراسة والتكوين. فبالإضافة إلى تحصلها على شهادة في الإعلام الآلي في السنة الماضية وشهادة في الخياطة والبكالوريا هذه السنة ناقشت مذكرة تخرج في تخصص إدارة الأعمال رفقة أربعة نزلاء آخرين حيث تحصلت على علامة 16 من 20 وبتقدير جيد وكان الموضوع المناقش تحت عنوان "المؤسسة في التشريع الجزائري والاستراتيجية التسويقية". نزيلة أخرى "ب. ب" محكوم عليها بخمس سنوات في قضية رشوة أقسمت وهي تحدثنا بأنها سوف تترشح لكل الامتحانات والشهادات المتوفرة في المؤسسة حتى توفر لنفسها أكبر نسبة من الحظوظ في الاستفادة من العفو الرئاسي."لم يشملني العفو هذه المرة وآمل في أن يتحقق لي في المرة القادمة" تضيف هذه النزيلة التي كانت بوادر الأمل والتحدي بادية على محياها وكأنها تقول لقد أخطات وعلي أن أنال جزائي لكن المستقبل أمامي.
تشجيع رئيس الجمهورية حفزنا وقوانا أكثر وبدون أي تردد تحدث إلينا "ب.م"(38 سنة) التحق بالحراش بعد أربعة أشهر من زواجه بتهمة اختلاس أموال عمومية بعد خطا ارتكبه واعترف بمسؤوليته فيه "تحصلت على البكالوريا مرتين وهو ينتظر الفصل في طلب قدمه للاستفادة من الحرية النصفية. نفس الوضعية يوجد فيها "ن.ش" المحكوم عليه في قضية محذرات والذي انتزع شهادة الباكالوريا وينتظر الرد على طلبه للاستفادة من الحرية النصفية والالتحاق بكلية الترجمة. "دخولي السجن كان نقطة تحول في حياتي أحمد الله عليها لأني لو لم أحبس لواصلت طريق الانحراف" يقول هذا السجين. لم تستغرب "ك.و" لزيارتنا وفضولنا كونها سبق وأن زرناها العام الماضي وهي من بين الناجحات وها هي اليوم تنتزع الباكالوريا مرة أخرى بمعدل 11.98 "أن هدفي من إصراري على إجراء امتحان الباكالوريا في كل عام هو الاستفادة من العفو الرئاسي، صحيح أنني لا استوفي الشروط لذلك ولكنني سوف لن أتوقف عن إجراء الامتحانات وخاصة الباكالوريا لأنني أعلم أن رئيس الجمهورية يشجع السجناء على مواصلة الدراسة والمثابرة بتخفيف العقوبة عنهم والعفو عنهم عند تسجيل النتائج الجيدة ولذلك فأملي كبير في مواصلة مشواري الجامعي خارج السجن وفي إعادة إدماجي في المجتمع وفي أسرتي". علما أن هذه السجينة تزاول دراستها الجامعية عن طريق المراسلة بجامعة التكوين المتواصل وهي تستعد لمناقشة رسالتها لنيل الشهادة النهائية فرع قانون أعمال وهو التخصص الوحيد المتاح في هذه المرحلة من الدراسة أما "س.ح" (28 سنة) من العاصمة فاعترفت أن نجاحها في الباكالوريا غير حياتها خاصة وأنها لم يبق عن الإفراج عنها سوى أربعة أشهر. وبكل ارتياح أخبرتنا أنها قامت بالتسجيلات الأولية لتلتحق بكلية الحقوق وحلمها أن تصبح قاضية "في الحقيقة أنا فرحانة أكثر لأمي التي بكت من الفرحة يوم علمها بالنتيجة تضيف السجينة "س.ح" التي تحصلت على معدل 11.41 مما يجعلها من الأوائل. في حين رفضت "م.ح" (26 سنة) إعطاء رقم ترشيحها الخاص بالامتحانات لعائلتها حتى تفاجئهم هي بالنتيجة وكان لها ذلك "تحصلت على هذه الشهادة للمرة الثانية الأولى كانت خارج المؤسسة في الشعبة العلمية والثانية هذه السنة في شعبة الآداب التي تطمح من خلالها إلى الالتحاق بقسم الترجمة عندما تسمح لها الظروف بذلك رئيس قسم التكوين والإدماج بمؤسسة الحراش أشار إلى أنه تم اقتراح 13 سجينا هذه السنة للاستفادة من الحرية النصفية من المنتظر أن تبث فيها لجنة تطبيق العقوبات التي ستجتمع قريبا لدراسة ملفات السجناء الآخرين غير المعنيين بقرار العفو وتخفيض العقوبة وذلك للنظر في إمكانية استفادتهم من الامتيازات الأخرى التي يتيحها القانون وهي الحرية النصفية والإفراج المشروط. علما أن الناجحين الذين يستفيدون من الامتيازات المذكورة تبقى أمامهم إمكانية متابعة دروس جامعة التكوين المتواصل والاستفادة من رخصة الخروج لزيارة الأهل والزيارات المقربة داخل السجن. ومن المنتظر أن يناقش 12 نزيلا مذكرة التخرج السنة المقبلة علما أن نسبة النجاح في شهادة البكالوريا بلغت هذه السنة في مؤسسة الحراش 66.32 بالمائة و81.91 بالمائة بالنسبة لشهادة التعليم المتوسط. وأن عدد المتمدرسين والمسجلين في صفوف التكوين والتعليم بمختلف المستويات في ارتفاع من سنة إلى أخرى.