أجّلت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو النّظر في الملف الجنائي الثقيل الموجّه ل 14 سفاحا متورّطا في قضايا إجرامية خطيرة امتدّت بين سنتي 2009 و2011 زرعوا خلالها الرّعب في أوساط السكان وطرقات تيزي وزو وتبنّوا ظاهرة الاختطاف عن الجماعات الإرهابية التي نشطوا تحت رايتها طيلة سنتين. تأجيل النّظر في الملف إلى غاية الدورة المقبلة جاء بسبب غياب دفاع أحد المتّهمين الرئيسيين وتمسّك هذا الأخير بمحاميه، حيث رفض رفضا قاطعا توكيل المحكمة محام آخر للدفاع عنه. وذكرت مصادر على صلة بالملف أن المتّهم من بين المتّهمين الرئيسيين في القضية، وهو من أطلق النّار على المقاول (حند سليمانة)، ما أدّى إلى وفاته متأثّرا بالجروح الخطيرة. وأضافت نفس المصادر أن المخطّط الأساسي لجرائم العصابة والرّسم للخروج بها إلى العلن والعمل الميداني هو المدعو (ت. بوسعد) الذي كان سجينا لقضاء عقوبة 7 سنوات، وقبل انقضائها ادّعى الجنون لينقل الى مستشفى الأمراض العقلية (فرانتز فانون) بالبليدة، ومن هناك كان يملي على شقيقه (ت. يوبا) الخطوات المتّبعة لكسب المال وتشكيل الشبكة الإجرامية ورسم المخطّطات الدموية لتحقيق الثراء الفاحش في فترة وجيزة. وصرّح المدعو (ت. يوبا) لدى توقيفه من طرف مصالح الدرك الوطني جانفي 2011 بأنه في سنة 2009 طلب منه شقيقه زيارته بمستشفى الأمراض العقلية وهناك أطلعه على (مشروع العمر) وطلب منه الاتّصال بالمدعو (حليفي صادق) من أجل جمع الأموال بشتى الطرق للتمكّن من شراء الأسلحة النّارية ومباشرة عمليات الشبكة بعد مغادرته للسجن مباشرة، وعليه تمّ عقد اجتماع بمدينة فريحة ضمّ 4 عناصر من الشبكة وتقرّر التخطيط لتنفيذ عمليات السطو والاعتداءات التي بلغت بعد توقيفهم جميعا 19 عملية، منها الاختطافات، السرقة بالتهديد، الاعتداء على المواطنين لسلبهم ممتلكاتهم وغيرها من الجنايات التي ارتكبوها في ظرف وجيز. وكانت أولى العمليات التي زوّد بها المتّهمون شبكتهم بالعتاد والسلاح هي استلام فدية 700 مليون سنتيم من شقيق المدعو (أبرار لوناس) المختطف في أوت 2010، وكان مواطن من ولاية تمنراست يدعى (الترفي) مموّنهم الأساسي بالأسلحة، كما تمكّنوا من الحصول على بدلات عسكرية وألبسة أفغانية لتغيير نشاطهم الإجرامي من أمني إلى إرهابي حسب الحالات والمواقع.