كشف النّائب العام لدى مجلس قضاء تيزي وزو السيّد محمد الطيّب لعزيزي خلال النّدوة الصحفية التي عقدها بمقرّ المجلس، عن تفكيك أكبر وأخطر شبكة إجرامية مختصّة في عمليات الاختطاف والسرقة ونصب الحواجز المزيّفة واغتصاب أمن طرقات الولاية، باستهداف مستعمليها الذين يترصّدهم الخطر عند كلّ منعرج تتوفّر عليه جبال تيزي وزو، وذلك تحت راية الجماعات الإرهابية المسلّحة· الشبكة التي تمكّنت عناصر الدرك الوطني من وضع يدها عليها خلال الأسبوع الفارط تتكوّن من 11 عنصرا تمّ إيقاف 8 منهم، و3 عناصر منهم لايزالون في حالة فرار وأصدر ضدهم أمر بالقبض الجسدي· كما تبيّن من التحقيقات الأوّلية التي فتحتها عناصر الدرك الوطني تورّط أشخاص آخرين كانوا يزوّدون هذه الشبكة الإجرامية بالأسلحة، وهم لايزالون مجهولي الهوية· وعن تفاصيل تمكّن مصالح الدرك الوطني من الإيقاع بهؤلاء يذكر نفس المصدر أن التحقيقات الأوّلية التي فتحتها مصالح الدرك الوطني أدّت إلى اكتشاف هوية مرتكبي الجرائم التي نسبت إلى الشبكة وذلك إثر آخر عملية اختطاف بالمنطقة، والتي راح ضحّيتها "المقاول حند سليمانة" الذي توفّي متأثّرا بالجروح الخطيرة التي أصابته لمّا فرّ هاربا في عملية اختطاف ابن عمّه· وجاء على إثر بلاغ من أحد المواطنين مفادها وقوع حادث مرور خطير أين اصطدمت سيّارة من نوع "فولف" بأحد الأعمدة الكهربائية، حيث لاحظ المواطن الذي قام بإبلاغ مصالح الأمن وجود أربعة أشخاص تركوا السيّارة وهم حاملين كيسا بلاستيكيا· فور ذلك، تنقّلت ذات المصالح لمعاينة الحدث وتمّ استغلال كلّ المعلومات المتوفّرة وكذا الشكاوَى المقدّمة من طرف المواطنين على مستوى مختلف المراكز الأمنية في كلّ من عزازفة، فريحة وأغريب، وتمّ فتح تحقيق حول عناصر مشبوهة أصبحت تملك ثروة في وقت وجيز منها فيلاّت وسيّارات· وعلى إثر ذلك تمكّنت الفرق المتنقّلة للدرك الوطني من توقيف أحد العناصر من الشبكة، والذي قام بسرقة سيّارة من نوع "406" بمنطقة شلاضة ببجاية رفقة عنصر آخر أقدم على سرقة سيّارة من نوع "فولف"، والتي تمّ العثور عليها بمنطقة فريحة بتيزي وزو وبداخلها مسدس من نوع "بيا"· وبناء على هذه المعلومات أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة عزازفة بفتح تحقيق معمّق في القضية· هذا، وبعد عملية التحرّي التي قادتها كلّ من الفرق المتنقّلة للدرك الوطني ومصالح الأمن تمّ تفكيك أكبر وأخطر شبكة إجرامية عرفتها المنطقة منذ انطلاق مسلسل الاختطافات الذي بدأته الجماعات الإرهابية وتبنّته الجماعات الإجرامية بعدها· وقد كشف النّائب العام عن هوية الجماعة التي تمّ توقيفها إثر استغلال الهواتف النقّالة للجماعة وتمّ وضع اليد على المجرمين، حيث استعملت في عملية التفاوض بين المجرمين وأهل الضحّية للحصول على فدية، ويتعلّق الأمر بكلّ من "ت·ي" المنحدر من بلدية فريحة من مواليد سنة 1988، والمدعو "أ·ح" المنحدر من أغريب ومن مواليد سنة 1984، المدعو "ع·أ" من فريحة ومن مواليد سنة 1977، "أ·س" من فريحة كذلك ومواليد سنة 1988، "ح·ص" من فريحة من مواليد سنة 1978، "ص·ه" من فريحة سنة 1988 و"ب·م" من مواليد سنة 1963· كما كشف لعزيزي أن عدد الموقوفين بلغ 7، فيما الشخص الثامن هو رهن الحبس في بجاية ومتابع بجريمة سرقة· وأفاد التحقيق بتورّط ثلاثة عناصر أخرى في العمليات الإجرامية وهم في حالة فرار، ويتعلّق الأمر بكلّ من "ص·ح" من فريحة مواليد 1989، "ص·ع" من بوهينون ومواليد 1977، و"ع·ر" البالغ من العمر 45 سنة، والمنحدر كذلك من بلدية فريحة· هذا، وقد بلغ عدد الجرائم التي ارتكبتها ذات الجماعة على مستوى إقليم تيزي وزو ما لا يقلّ عن 14 جريمة، وأشار المتحدّث إلى أن أوّل عمليات جرائم الجماعة نفّذت بتاري 3/3/2010، أين أقدموا على وضع حاجز مزيّف على مستوى منطقة إيغولان الواقع بين حود ولاية تيزي وزو وبجاية باستعمال أسلحة بلاستيكية، استهدفوا بذلك الضحّية المدعو"أ·ح" واستولوا على مبلغ 400 مليون سنتيم ملك للضحّية وشاحنته، وبعد نجاح عمليتهم خصّصوا مبلغ 30 مليون سنتيم لشراء أسلحة نارية حقيقية والمتمثّلة في سلاح رشّاش ومسدس من نوع "بيا وكلاش" من طرف أشخاص مجهولي الهوية وباقي المبلغ وزّع بينهم· وقد امتدّت العمليات الإجرامية إلى خارج وداخل إقليم الولاية، آخرها نفّذت خلال شهر ديسمبر المنصرم، وقد تمكّنت ذات المصالح من حجز سلاحين من نوع كلاشينكوف ومسدس آلي 9 ملم و4 مخازن وتسجيل صوتي لاتّصال هاتفي للجماعة بأهل المختطف بمنطقة بوغني، وكذا سيّارتين وكلّ أملاك الجماعة ورصيد مالي مقدّر ب 700 مليون ملك لأحد أفراد العصابة و7 هواتف نقّالة· وقد مثل هؤلاء أمام وكيل الجمهورية الجمعة الفارط فأصدر أمرا بوضعهم رهن الحبس المؤقّت في انتظار توقيف العناصر الأخرى التي تتاجر بالأسلحة، وكذا الأشخاص الثلاثة المتواجدين في حالة فرار، ولم يستبعد النّائب العام لدى مجلس قضاء تيزي وزو إدانتهم جميعا بحكم الإعدام نظرا لخطورة وثقل التّهم المنسوبة إليهم·