ستفتح اليوم محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو ملف الشبكة الإجرامية الخطيرة التي تم حلها مطلع شهر جانفي من السنة المنصرمة، والتي تورط فيها 14 شخصا اثنين منهم لا يزالان في حالة فرار، وبعضهم أقارب منحدرون من منطقة فريحة بعزازقة، حيث وجهت لهم تهم من العيار الثقيل إذ لم يستبعد النائب العام لدى مجلس قضاء تيزي وزو إنزال عقوبات الإعدام في حقهم نظرا لثقل الوقائع المنسوبة إليهم، حيث زرعوا الرعب لوقت طويل بمنطقة القبائل من خلال النشاط تحت راية الإرهاب وابتزاز المواطنين وممتلكاتهم. وأكد مصدر على صلة بملف القضية أن هذه الأخيرة ستفصل فيها محكمة الجنايات في مدة لن تقل عن 3 أيام لوجود 12متهما موقوفا، قرابة 50 شاهدا و30 ضحية منحدرين من مناطق وولايات مختلفة. ومن بين الأعمال الإجرامية الثقيلة التي كانت أولى الخيوط للتوصل لتحديد هوية المجرمين كانت عملية مقتل المقاول (حند سليمانة) الذي تلقى عيارات نارية لدى محاولته الهروب من الحاجز المزيف الذي نصب لاختطافه، وقد توبع الفاعلون بجنايات تمثلت في كل من القتل والمشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، الاختطاف بالتهديد بالقتل بدافع تسديد فدية، السرقة باستعمال أسلحة نارية، المتاجرة بالأسلحة والذخيرة الحربية من الصنف الرابع بدون رخصة من السلطات، تبييض الأموال في إطار جماعة إجرامية والتخريب العمدي لملك الغير، حيازة واستهلاك المخدرات بطريقة غير مشروعة، قيادة وتكوين جماعة أشرار قصد الإعداد لارتكاب جنايات. وقائع القضية وحسب ما ورد في بيان الإحالة تعود وقائعه إلى تاريخ 13 جانفي 2011 من خلال التحريات التي قامت بها عناصر الفرقة الإقليمية لدرك الوطني بفريحة بخصوص الاعتداءات المسجلة عبر إقليم ولاية تيزي وزو بعد تسجيل عدة جرائم قتل، اعتداءات سرقات، اختطافات بدافع تسديد فدية، نصب حواجز مزيفة باستعمال أسلحة حربية وسرقات مست مركبات متعددة الأصناف راح ضحيتها المواطنين من مختلف مناطق الولاية، وبعد تنشيط عنصر الاستعلامات تم التوصل إلى جمع معلومات معتبرة حول المشكوك فيهم في اشتباههم باقتراف هذه الجرائم بالرجوع إلى القضايا المعالجة سابقا وبطرق ونمط الجرائم موضوع التحقيقات الجارية. وفي هذا الخصوص تم جمع معلومات فيما يخص المسمى (ت. بوسعد) المفرج عنه بتاريخ 31 اكتوبر 2010 من مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بأفلو بعد معاقبته ب7 سنوات سجنا نافذا، إذ وضع تحت المراقبة الدائمة والمستمرة خاصة بعد مشاهدته على متن سيارات فاخرة آخرها تلك التي هي من نوع قولف الجيل الرابع. بتاريخ 2 جانفي 2011 وقع حادث مرور بقرية سيدي منصور ببلدية تيميزار كان سائقها يسير بسرعة فائقة واصطدم بعمود كهربائي نزل منها 3 أشخاص مجهولي الهوية أحدهم كان يحمل كيس بلاستيكي، بينما كان مرافقاه يحملان مصابيح يدوية وقد تخلوا عن السيارة. وبعد استرجاعها تبين أنها ملك للمدعو (ت. بوسعد) وبعد مدة قصيرة تقدم أخوه (ت. يوبا) ورفيقه (ع. الياس) لاسترجاعها واغتنم المحققون هذه الفرصة لأخذ رقمي هاتفيهما المحمولين وكذا رقم المسمى (ت. بوسعد)، وعند استغلال جدول المكالمات الخاصة بهؤلاء تبين أن رقم الخاص (ب. يوبا) قد أجريت بواسطته عدة مكالمات هاتفية تزامنت مع مختلف الاعتداءات التي وقعت على المواطنين. نفس الشيء تم مع رقم المسمى (ت. نبيل) الذي تبين أن رقمه استعمل من طرف العصابة في التفاوض مع المدعو (م. مدني) في قضية اختطاف أخيه (م. نور الدين) بمدينة ياكوران. على إثر ذلك تم استدراج المسمى (ت. يوبا) وأخيه (ت. نبيل) إلى مقر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني قصد سماعهما بعد إيهامهما بالتحقيق معهم لاسترجاع سيارة أخيهما (ت. بوسعد) الذي تم توقيفه تزامنا مع ذلك في قضية اعتداء مسلح متبوع بسرقة على مواطن بولاية بجاية. ومنهما تم الكشف عن الخطوط العريضة للشبكة الإجرامية التي بدأت توسع من نطاق إجرامها امتدادا لولايات أخرى.