تحتضن دار الثقافة الأمير عبد القادر بعاصمة الولاية عين الدفلى على مدار يومين الملتقى الوطني الأوّل حول الولاية الرّابعة التاريخية، والذي يتناول سلسلة من المحاضرات حول أنظمة جيش التحرير الوطني وأسلاكه ودور الولاية في المساهمة في تحرير أرض الوطن، بحضور العقيد يوسف الخطيب آخر قائد للولاية بمعيّة عشرات المجاهدين المدعويين للإدلاء بشاهداتهم في مهمّة لتوضيح بعض المسائل العالقة والدّفع بمسيرة كتابة التاريخ إلى الأمام. أمام تسارع حركية التاريخ ووفاة العشرات ممّن صنعوا ونسجوا بطولاته سارعت مؤسسة الولاية الرّابعة التاريخية إلى تنظيم ملتقى وطني يومي 20 و21 جوان الجاري، والذي يعدّ لبنة أساسية لبعث قيم نوفمبر في الأجيال الجديدة وربط الاتّصال بين جيل الثورة والاستقلال من خلال تقديم المجاهدين والتعريف بالمسيرة النّضالية للشهداء اللذين أبلوا البلاء الحسن أثناء الاستعمار. وتتخلّل اليومين عدّة محاضرات يلقيها أساتذة مختصّون من عدّة جامعات وإلقاء شهادات حيّة من طرف المجاهدين، من بينهم العقيد يوسف الخطيب آخر قائد للولاية بعد استشهاد العقيد الجيلالي بونعامة المنتظر منه إلقاء محاضرة وفق البرنامج المسطّر مساء يوم الخميس بدار الثقافة الأمير عبد القادر بعاصمة الولاية عن ظروف الكفاح المسلّح بالولاية الرّابعة وعلاقتها بالولايات التاريخية الأخرى لتبديد الغموض وإيضاح بعض المسائل التاريخية العالقة. ويرى المشرفون على الملتقى (أن مؤسسة ذاكرة الولاية الرّابعة التاريخية ترمي وفق الأهداف المسطّرة إلى تسجيل شهادات المجاهدين والمناضلين في مرحلة أولى ثمّ كتابة تاريخ الثورة بشكل موضوعي، خصوصا وأن جوانب كثيرة منه مازالت مجهولة. أنشئ هذا الإطار للحفاظ على الذاكرة، ولضمان نوع من العدالة التاريخية. ويبقى هذا الفضاء مفتوحا لكلّ الجزائريين المهتمّين بتاريخ الثورة. ويعدّ يوسف الخطيب من بين المؤسسين للمؤسسة المذكورة وفق نظام الجمعيات، لكنها تهتمّ بالتاريخ (54 إلى 62). ولد يوسف الخطيب في 19 نوفمبر 1932 بالشلف، أين زاول دراسته الابتدائية والثانوية بثانوية الأمير عبد القادر بالجزائر العاصمة، تابع دراسته الجامعية حيث سجّل للدراسة في كلّية الطبّ لكن نشاطه السياسي واقتناعه بالعمل الثوري وإيمانه بحتمية الكفاح المسلّح ضد المستدمر جعلاه يلتحق بجبهة التحرير الوطني سنة 1955، وبعد إضراب الطلبة الجزائريين في 19 ماي 1956 التحق بمعاقل الثورة في الجبال بنواحي المدية بالولاية التاريخية الرّابعة. عمل الخطيب كمسؤول عن الصحّة في مناطق الأخضرية، تنس، مليانة، ثنية الحدّ وغيرها من مناطق الولاية الرّابعة، في سنة 1957 تولّى قيادة المنطقة الثالثة من الولاية الرّابعة (الونشريس) ليرقّى سنة 1959 إلى رتبة نقيب، ثمّ إلى رتبة رائد عضو بمجلس الولاية سنة 1960. وبعد استشهاد أسد الونشريس الشهيد سي الجيلالي بونعامة في 08 أوت 1961 خلفه يوسف الخطيب على رأس الولاية الرّابعة، وقاد العمليات العسكرية في جبال الونشريس والظهرة وبقي في منصبه كقائد للولاية إلى غاية الاستقلال.