بعد الخسارة الأولى التي حققها الخضر رفقة حليلوزيتش أمام مالي كل واحد ظهر بخرجة جديدة وانتقاد والجميع أجمع على أن سبب خسارة الخضر هو المدرب وحيد وهذا نظرا لاندفاعه الكبير نحو الهجوم وتركه لمساحات شاغرة في الدفاع، واعتبر المنتقدون بأن حليلو تسبب في تهديم نقاط قوة الخضر من أجل حل مشكلة العقر الهجومي متناسين بأن وحيد نجح مع الخضر وأعاد الأفراح إلى كل المجامع والديار وأنه يقوم بمزج بين الخبرة والشباب وجلب أرمادة من اللاعبين الشباب الذين يعدون بمستقبل كبير كما تناسوا أن الخضر بعد مباراة أم درمان لم يحققوا أي نتائج إيجابية إلا بعد قدوم هذا الجراح الذي أدخل المنتخب إلى غرفة العمليات واستأصل الأعضاء التي تستحق الاستئصال وغيرها وترك الأعضاء التي مازالت حية. الثلاثيات والرباعيات مع حليلوزيتش: فؤاد قادير، إسلام سليماني صاحب الثنائية وهلال سوداني القناص الجزائري تمكنوا من قيادة المنتخب الوطني إلى تحقيق الفوز بعد الكبوى الأولى التي حققها وحيد حليلوزيتش رفقة الخضر بعد قرابة العام في واغادوغو أمام نسور مالي في إطار تصفيات مونديال البرازيل 2014. أشبال الفرانكو بوسني وحيد أدهشوا الجميع مرة أخرى بفوز كبير وساحق يعد الثالث من نوعه بعد ثلاثية النيجر ورباعية رواندا وهذا ما يؤكد أن حليلو حل عقدة الهجوم التي عانى منها الخضر لقرابة ثلاث سنوات وبهذه الأرقام من المؤكد أنها ستخيف كل من سيواجه الخضر في قادم المنافسات وخاصة تصفيات المونديال ومن دون أدنى شك فالمنتخب الوطني مرشح فوق العادة لبلوغ نهائيات البرازيل خاصة بعد مستوياته القوية التي يظهر بها من لقاء لآخر أشبال حليلوزيتش رفعوا من معنوياتهم بعد الانتصار الكبير والذي لا يختلف عليه اثنين ولا يقبل أي نزاع أو نقاش. مزيج في اللعب: الخضر قاموا بمزيج في لعبهم بين أسلوب الإسبان وماكينات الألمان: سرعة، دقة، واقعية واقتناص للرفص رغم بعض الأخطاء التي ارتكبوها في اللقاء، إلا أنهم نجحوا في لعبتهم إلى حد بعيد وبهذا فإن المنتخب الوطني بات يقدم دروسا في اللعب الجميل والنظيف وباتوا يقدموا صور رائعة للعالم أجمع عن الكرة الجزائرية خاصة والإفريقية عامة. تحقيق الأهداف والمحافظة على نظافة الشباك: هذا هو الشعار الذي يلعب به الناخب الوطني حيث أن الجميع يلاحظ بأن المنتخب الوطني يرمي بكامل ثقله في الهجوم مع بداية كل شوط وهذا ما يثمر أهداف، والخطط التكتيكية المنتهجة من قبل الناخب الوطني ناجحة، حيث سجل فؤاد قادير أول أهداف اللقاء بعد مرور 15 ثانية من بداية الشوط الأول ومن بعد ذلك ب6 دقائق أضاف المتألق سليماني ثاني الأهداف ليعمق من جراح الخصم الغامبي، وبعد هذا حاول رفقاء الماجيك الاحتفاظ بالكرة وامتصاص حرارة الغامبيين والحد من خطورة هجوم الخصم التي باءت جميعها بالفشل ما عدا فرصة تقليص الفارق التي كانت في حدود الدقيقة 16 بعد تسديدة قوية لا تصد ولا ترد من أي حارس كان لكن بعد هذا انفجر الهجوم الوطني وحاول التسجيل لكنه لم يحقق مبتغاه إلا مع بداية الشوط الثاني بهدف ثاني من سليماني وبعده بدقائق هدف من القناص سوداني وهذا مايؤكد دهاء وحيد ودراسته الجيدة للخصم.. عائدون يا إفريقيا وقادمون يا برازيل: تعد المباراة الأخيرة رسالة لجميع الفرق التي تنافس في مجموعة محاربي الصحراء على ورقة التأهل لكأس إفريقيا ومفادها (عائدون يا إفريقيا وقادمون يا برازيل)، وحسب المستويات المقدمة في المباريات الأخيرة من قبل أشبال حليلوزيتش فإن الخضر قادرون على التأهل لكأس إفريقيا والمنافسة على الكأس لكن بشرط تصحيح الأخطاء كما أن الخضر لهم المستوى من أجل لعب مونديال البرازيل خاصة بعد حل مشكل العقم الهجومي بواسطة قادير، فيغولي، سوداني وسليماني. حليلوزيتش يسكت المنتقدين بالمحليين: بعد الانتقادات اللاذعة التي طالته بعد هزيمة واغادوغو ضد مالي فتحت الكثير من الأفواه المنتقدة لوحيد والتي كانت تريد فرصة واحدة للانفجار، إلا أن الداهية لم يتأثر بكل ما قيل عنه والأكثر من هذا رد عليهم بالأداء والنتيجة وباللاعب وخريج البطولة المحلية الذين كانوا محل انتقاد في السنوات الماضية وكان يعتمد عليهم في تعبئة كرسي الاحتياط لا في التشكيلة الأساسية. * بقلم: سيف الدين