انقطاع الماء يخلق فتنة في أحياء الجلفة.. لجأ مساء أول أمس الخميس عشرات السكان من أحياء مختلفة بالجلفة وكحل أخير أمامهم إلى القيام بحركة احتجاجية أقدموا من خلالها على شل حركة المرور عبر المحور الذي يتوسط مدينة الجلفة، تعبيرا منهم عن تذمرهم على تعرضهم لموجة عطش شديدة بعد أن غاب عنهم الماء الصالح للشرب لأكثر من أسبوع.. اجتاحت موجة الغضب سكان أحياء كل من (باب الشارف وبن عزيز والضاية والبرج) بعد أن تضرروا لأكثر من أسبوع وهم يبحثون لاهثين عن الماء المفتقد في حنفيات البيوت للشرب وتلبية الحاجيات اليومية الضرورية، وبعد نفاد صبرهم ولم يعد في مقدورهم الاستمرار في الصمت والمعاناة لاسيما بعد أنْ بدا لهم تجاهل السلطات المعنية للمشكل القائم، احتج هؤلاء المتضررون ضد هذه الوضعية المزرية عبر تنظيم وقفة احتجاجية بقطع الطريق من أجل إسماع صوتهم للسلطات الولائية إزاء المعاناة التي تعيشها آلاف العائلات.. موجة العطش تهدد الجلفاويين.. وقد أكد ممثلون عن المحتجين ل (أخبار اليوم) أنهم يعانون العطش بعد أن جفت حنفياتهم منذ فترة طويلة في ظل عدم تحرك السلطات المحلية التي كانت على دراية بهذا المشكل منذ عدة أيام، محمّلينها مسؤولية الوضعية، ويضيف أحد المحتجين أنه رغم مطالبهم المستمرة بتغيير هذا الواقع المزري، إلا أنّ السلطات المعنية لم تعر نداءاتهم أي اهتمام، ما دفعهم لغلق الطريق وسط المدينة للتأثير عليها ودفعها للتدخل العاجل ووضع حد لمعاناتهم التي عمرت كثيرا، وقد أكد المحتجون ل (أخبار اليوم) أنّ هذه الوضعية ازدادت حدة خاصة مع حلول هذا الفصل الحار الذي يتطلب استهلاكا واسعا للماء -على حد قولهم- خاصة مع صعوبة جلب الماء لعدم وجود منابع عمومية قريبة، مؤكدين في ذات السيّاق أنّ هذا المشكل لا يزال الشغل الشاغل خاصة وأنّ فصل الصيف تشتد فيه الحرارة ويشتد معها الطلب مع هذه المادة الحيوية الضرورية، وكشف بعض المواطنين الذين تحدثوا ل (أخبار اليوم) أنّ نقص الماء الصالح للشرب نغّص حياتهم مع دخول موسم الصيف الذي اشتدت فيه الحرارة، وقال المحتجون في هذا الشأن بأنّ الحل الوحيد لأزمتهم مع هذا المورد الحيوي تكمن في وصل الأحياء بالماء من قنوات (واد الصدر) الذي يزود مختلف أحياء الولاية بالماء الشروب، هذا وقد أكد في ذات السياق بعض المحتجين أنّ المياه التي تصل منازلهم في بعض الأحيان عبر الحنفيات تكون محملة بكمية من الأتربة ولونها متغير، وتنبعث منها روائح غير عادية، مؤكدين أنهم أصبحوا مرغمين على جلب المياه من الصهاريج التي يشترونها بتكاليف باهظة، ونظرا للتجاهل الذي تواجه به السلطات المعنية -على حد تعبيرهم- لانشغالاتهم في كل مرة رغم رفعهم للائحة المطالب للسلطات، هدّد المواطنون بانتهاج السياسة التي تخضع المسؤولين في الآونة الأخيرة وذلك بغلقهم للطريق الوطني رقم 01 لعدة أيام إن تطلب الأمر، وذلك لغاية الحصول على موافقة رسمية من قبل السلطات الولائية لحل مشاكلهم التي قالوا إنها حقوقا شرعية ومطالبة بنصيبهم من البرامج التنموية التي غيرت الواقع المزري لكثير من الأحياء بالولاية.