يتضاعف إقبال المواطنين والعائلات الجزائرية في هذا الوقت من السنة، على المبيدات الحشرية بكافة أنواعها، لا سيما مع الانتشار الفظيع لمختلف الحشرات وعلى رأسها الناموس والذباب الذي يقض مضاجع المواطنين خلال فصل الصيف، ويحرمهم من النوم الهنيء، ولذلك، فإن العديد من العائلات لا تستغني عن هذه المواد في منازلها، منذ انطلاق فصل الحر، كما تقتنيها بشكل مكثف، سواء المحلية أو المستوردة. وهناك في الأسواق الجزائرية العديد من أنواع هذه المبيدات الخاصة بالقضاء على مختلف الحشرات الضارة، فهناك معدومة الرائحة، والمعطرة، والتي تعتمد على بعض المعطرات والنكهات المختلفة، بالإضافة إلى وجود أنواع تكون أقل تركيزا، إلا أنها من جهة أخرى تعتبر خطيرة بشكل مباشر على صحة الإنسان، خاصة إذا ما تفاعلت هذه المبيدات مع الأغذية ومختلف المأكولات التي يتناولها الإنسان، أي عند عدم الانتباه والحذر حين استعمالها، ما يجعلها تتساقط على الأغذية، ولا يختلف الأمر، ما بين قارورات أو أنابيب المبيدات الحشرية التي يتم الضغط عليها بواسطة زر، فتنتشر في الهواء عبر كافة أرجاء المنزل أو التي توجد على شكل أقراص توضع داخل جهاز يعمل بالكهرباء، كما يوضع تحت الأسرة طول الليل ويتصاعد من تلك الأجهزة دخان ذي شكل دائري يحمل بين تلك الدوائر (الدخان السام) الذي يوجه إلى البعوض أو الذباب، وقد أثبتت الدراسات الحديثة، أن ذلك الدخان الموجه لقتل الحشرات والبعوض والصراصير، قد يتحول إلى سم يستنشقه الأطفال والكبار قبل وصوله إلى البعوض، حيث أن جو الغرفة التي تم وضع هذه المبيدات فيها يصبح ملوثا بهذه المادة السامة. وتشير التقارير العلمية أن التعرض لمتبقيات تلك المبيدات يسبب التهاب وحساسية في الأغشية المبطنة للجهاز التنفسي للأفراد المعرضين لذلك السم، وقد يتطور ذلك إلى حدوث تغيرات في أنسجة الخلايا التي قد تتحول إلى سرطان في نشاط الخلايا المبطنة للجدار أو في الغدد المخاطية نفسها، وطبعاً هذا يحدث بعد التعرض المستمر لمثل هذه السموم وبتراكيز عالية. ويذكر الأخصائيون أن هذه المبيدات تدخل جسم الإنسان عند استنشاقها مع الهواء خلال الجهاز التنفسي وكذلك من الجهاز الهضمي عند تناول الأطعمة والأشربة الملوثة بها، وكذلك عن طريق الجلد عند سقوطها على أجزاء من الجسم وخاصة عند المتعاملين معها. وعليه فينصح بالحذر الشديد عند استعمال هذه المبيدات، والبحث عن بدائل لها إن وجدت، وإلا إبعاد الأطفال والمرضى عن هوائها، إضافة إلى تجنب رشها أو وضعها في الأماكن المخصصة لوضع الطعام، تفاديا للإصابة بالأمراض السالف ذكرها، مع الحرص على النظافة، وإزالة كافة القاذروات والنفايات من المنزل، أو من محيط المنزل، كونها المتسبب الأول والرئيسي في انتشار أنواع البعوض والذباب، ودخولها إلى المنزل وإزعاجها للمواطنين، بالإضافة إلى كونها من أهم مسببات نقل الأمراض والعدوى بمختلف الأوبئة.