ذكرت صحيفة (الغارديان) البريطانية أن حالة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الصحّية أصبحت لا تهمّ المصريين كثيرا بسبب انشغالهم بالأزمة السياسية الموجودة في مصر حاليا، وأشارت إلى أن صحّة الرئيس السابق حسني مبارك مرّت بأكثر من شائعة وصلت في بعض الأحيان إلى الحديث عن وفاته بعد دخوله في غيبوبة كاملة، مؤكّدة أنه لا أحد يعلم أين الحقيقة ولماذا تثار قضية صحّة مبارك في هذا الوقت بالتحديد. وقالت الصحيفة المذكورة إن الشعب المصري أصبح لا يهتمّ بحالة مبارك الصحّية الذين تظاهروا ضده وأسقطوه، مضيفة أن ما يحدث لمبارك الآن سيصبح تاريخا فقط، منوّهة بأن الثوار الحقيقيين الذين ثاروا من أجل الحرّية والعدالة الاجتماعية والكرامة يدركون أن أهداف ثورتهم لم تتحقّق بسبب إدارة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية وآخرها تحديد صلاحيات الرئيس القادم، لذا فهم لا تشغلهم حالة مبارك الصحّية، وأوضحت أن مبارك حكم علية بالسجن مدى الحياة في قضية قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 جانفي، وهو ما أدّى إلى نقله إلى مستشفى سجن طره، لكنه وبعد الحديث عن تدهور حالته الصحّية تمّ نقله إلى المستشفى العسكري بالمعادي. مبارك يريد.. جنازة عسكرية! قالت تقارير صحفية مصرية إن الرئيس السابق حسني مبارك المقيم طالب المجلس العسكري بإقامة جنازة عسكرية له حال موته. وطبقًا لما نقلت جريدة (الوطن) المصرية فقد صاح الرئيس السابق عقب استيقاظه قائلا: (حد يروح يذهب لطنطاوى يقولو إن الريس محتاجك في حاجة ضروري، أنا عايز أقوله حاجة مهمّة قبل ما أموت). وقالت مصادر خاصة بمستشفى المعادي إن صوت (مبارك) كان مرتفعا وتسبّب في إيقاظ زوجته سوزان ثابت وفريق الأطبّاء الخاص الذين سارعوا إليه خشية حدوث مكروه فكرّر طلبه عليهم، وعندما استفسرت زوجته عن السبب ردّ قائلا: (عايز جنازة عسكرية كأيّ جندي خدم في القوّات المسلّحة وشارك في حرب أكتوبر). وأكّدت المصادر استقرار حالة مبارك الصحّية ونقله من غرفة العناية المركّزة إلى الجناح الرئاسي في الدور الثالث بعد ضبط حالة الكلى وتنظيم حركة القلب والمخّ وإجراء أشّعة رنين مغناطيسي على معظم أجهزة الجسم لاكتشاف أيّ مضاعفات وتخصيص غرفة لزوجته، كما أكّدت أن عددا من نزلاء المستشفى طلبوا زيارة مبارك إلاّ أن زوجته والأطبّاء رفضوا تماما. وكثّفت القوّات المسلّحة وجودها حول المستشفى وداخله بزيادة الحراسات الخاصّة للطابق الذي يقيم به مبارك. خبير أمني: "مبارك لم يدخل مستشفى المعادي"! قال الدكتور عبد العاطي الصيّاد، خبير الأمن الشامل بمصر، إنه لا يعتقد أن يكون مبارك موجوداً في مستشفى المعادي العسكري، لافتا إلى أنه لا توجد أيّ دلائل تأمينية تُشير إلى ذلك. وأضاف الصياد أن مهمّة تأمين مستشفى المعادي في ظلّ وجود شخصية كمبارك مستحيل في ظلّ وضعها الجغرافي، ويصعُب إرسال تعزيزات أمنية إليها في حال قيام مظاهرات في هذه المنطقة السكنية، خاصّة وأن الأمن المتواجد بمُحيط المستشفى وفق شهود عيان عبارة عن مصفّحة جيش واحدة أمامها وناقلتين جنود أمن مركزي من جهة المحكمة الدستورية. وأشار الصيّاد إلى أن التواجد الأمني حول المستشفى طبيعي، وهو عبارة عن خطّة استعداد عام تكون على المستشفيات العسكرية، وأنه يتوقّع أن يكون ما حدث عبارة عن خطّة خداع أمني، وأنه ربما يكون قد تمّ مبارك إلى المركز الطبّي العالمي مرّة أخرى لأنه مكان يسهل تأمينه أو شرم الشيخ أو إلى مكان مجهول آخر، وربما لم يخرج من مستشفى طرة والضجّة الإعلامية التي حدثت كانت لإلهاء المواطنين عن قرارات مهمّة تمّ اتّخاذها مثل حلّ البرلمان والدستور المكمّل.