شهدت المكتبة المركزية لولاية المسيلة ندوة تاريخية احتفالا بمرور 20 سنة على رحيل الرئيس والمجاهد محمد بوضياف، النّدوة نظّمتها جمعية (مشعل الشهيد) بالمسيلة، وقد حملت عنوان (وقفة عرفان للمجاهد سي الطيّب الوطني)، ومن جهة أخرى صرّح رضا مالك بأن (الجزائريين لن ينسوا محمد بوضياف). النّدوة حضرتها نخبة من المجاهدين والشخصيات الوطنية التي عرفت المجاهد محمد بوضياف ورافقته، على غرار الطيّب الثعالبي، مبارك خلفة والمؤرّخ محمد عباس، أراد من خلالها المنظّمون تذكّر خصال ومواقف الرجل أثناء الثورة وبعدها. ويذكر أن هذا النشاط يدخل في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال والشباب، وحظي بمتابعة واهتمام رسمي من خلال حضور السلطات المدنية والعسكرية وعلى رأسها والي الولاية عبد اللّه بن منصور. وقد أكّد محمد عباد رئيس المكتب الوطني لجمعية (مشعل الشهيد) أن الجمعية تعتزم إقامة ملتقى وطني حول الرّاحل الرئيس محمد بوضياف بإشراك جامعة المسيلة، كما تعتزم الجمعية الانطلاق في مشروع مهمّ بمناسبة خمسينية الاستقلال والشباب مع الدخول الاجتماعي المقبل متمثّلا في (منتدى الذاكرة) ب 50 نسخة، حيث تحلّ الجمعية كلّ مرّة في إحدى الولايات لتنشيط ندوة تاريخية حول اسم أو حدث تاريخي مميّز. في سياق ذي صلة، جرت أمس الجمعة بمقبرة العاليةبالجزائر العاصمة وقفة ترحّم على روح الفقيد الرئيس محمد بوضياف بمناسبة الذّكرى العشرين لاغتياله سنة 1992. وحضر هذه الوقفة أعضاء من عائلة الفقيد ورفقائه في النّضال، إلى جانب ضبّاط سامين سابقين في الجيش الوطني الشعبي وشخصيات وطنية، حيث تمّت قراءة فاتحة الكتاب على روحه وتمّ وضع باقة ورود على ضريحه. يذكر أن الرئيس بوضياف اغتيل يوم 29 جوان 1992 بدار الثقافة بعنابة خلال إلقائه خطابا. واعتبر رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك في كلمة أن هذه الوقفة المنظّمة من طرف أصدقاء المرحوم مناسبة أخرى للوقوف على مناقب الرئيس الرّاحل بوضياف، وقال إن المجاهد بوضياف كان يعمل (منذ رجوعه من المنفى لإخراج البلاد من الأزمات القاتلة والنّهوض بها عن طريق العدالة النّزيهة والنّظافة الأخلاقية وتسييرها سيرا حسنا)، وأضاف أن (ما قام به بوضياف للبلد سيبقى دائما في ذهن الشباب وفي عقول الجزائريين)، مذكّرا في ذات الوقت باستجابته لنداء الوطن في الوقت الذي واجهت فيه الجزائر عواصف هوجاء وذلك من أجل قيادة البلاد إلى برّ الأمان. وذكر ذات المتحدّث أن الفقيد كان من الذين (أعدّوا العدّة لتفجير ثورة نوفمبر المجيدة والسير بها إلى غاية تحقيق النصر والاستقلال). وفي الأخير، أكّد رئيس الحكومة الأسبق أن (رسالة الفقيد بوضياف الذي سيبقى رمزا ساطعا لتاريخنا وللأجيال القادمة تستوجب منّا أن نكون لها أوفاء).