* في موسم 1964 / 1965 ألحق فريق الشباب هزيمة نكراء بفريق "الموك" 8-1. * شباب بلوزداد هزم النصرية ذهابا وإيابا في موسم 1968 /1969 بمجموع 12 / 1 * في 20 جولة من موسم 1964/1965 حقق الشباب 16 انتصارا، من 20 مباراة سجل خط هجومه 68 هدفا، سجل منها حسان لالماس 18 هدفا. بعد أن تعرفنا في الجزء الأول من القصة الكاملة لفريق شباب بلوزداد، عن كيفية ميلاده، كما تعرفنا عن الأندية التي كانت تنشط في حي بلوزداد أو بلكور سابقا إبان الحقبة الاستعمارية، كما تعرفنا كذلك عن واقع الشباب في الموسمين الأوليين من البطولة الوطنية بعد الاستقلال، حيث كان الهدف تكوين فريق تنافسي، وهي السياسة التي أعطت ثمارها بداية من موسم 1964 - 1965، حيث بدأت آلة الشباب في حصد الألقاب، كيف لا وهو الذي كان له شرف انتزاع أول ثنائية في تاريخ الكرة الجزائرية، وهو ما سنتعرف عليه في حلقة هذا العدد، إضافة الى الكثير من أسرار الشباب في عشرية الستينيات التي تعرف بالزمن الذهبي للشباب، زمن كالام ولالماس، وعلى ذكر هذا الأخير نتمنى له الشفاء العاجل. كما سبق الذكر منذ قليل بدأت آلة الشباب تحصد الألقاب والكؤوس بداية من موسم 1964 - 1965، حيث حصد الثنائية، لكن قوة الشباب امتصها الفريق الوطني، بعد أن بات جل لاعبي (الخضر) في الشطر الثاني من عشرية الستينيات متكونا من لاعبي شباب بلكور، وحتى لا نطيل عليكم في الحكاية أكثر نبدأ حلقة هذا العدد من موسم 1964 - 1965. موسم 1964 / 1965 بداية الحصاد بعد أن اكتفى شباب بلكور في أول بطولة وطنية بعد الاستقلال بتفادي النزول، فبعد ضمان مكانة ضمن ال16 فريقا التي شكلت أول بطولة وطنية بعد الاستقلال، وحلّ ضمن المراتب الوسطى في البطولة الثانية، كان الموسم الثاني مع حصد أول تتويج في مسيرة الشباب. ففور انتهاء أول بطولة وطنية بعد الاستقلال، راح مسيرو الفريق يعيدون النظر في الكثير من النقاط التي كانوا يعتدون عليها أهما تركيبة التشكيلة الأساسية، فقد تم تسريح جل اللاعبين وتم تعويضهم بآخرين بعضهم كانوا في بداية شبابهم والبعض الآخر تم انتدابهم من فرق أخرى. حيث تم استقدام الحارس ناصو وعمار من وفاق عين البنيان وعبد واحمد زيتوني من رسيغ الباريسي مدني وجمعة من اتحاد العاصمه وعبد القادر زرار من نادي حمام الأنف التونسي ومختار كالم من اتحاد حسين داي ومسعود كوسيم من وفاق سطيف والثنائي عاشور ولالماس من أولمبي العناصر، ولم تكتف إدارة النادي بكل هذه الاستقدامات بل قررت تدعيم العارضة الفنية بالمدرب القدير أحمد عراب الذي أحدث ثورة كبيرة في الشباب، ولا يزال هذا المدرب في نظر عشاق الشباب واحدا من بين أحسن المدربين الذين تولوا تدريب الفريق على مدار التاريخ. لكن بالرغم من العناصر التي كانت تشكل تشكيلة الشباب، إلا أنه سجل نتائج متواضعة في الجولات الأولى من البطولة، حيث تلقى عدة هزائم نذكر منها على وجه الخصوص خسارته أمام كل من مولودية وهران (3-2) وشباب باتنة (1-0) ومولودية قسنطينة (1-0) ومولودية سعيدة (2-1) ومولودية العاصمة الجزائر (1-2)، إلى درجة أن الفريق تذيل جدول الترتيب في منتصف مرحلة الذهاب، ورغم ذلك إلا أن مسيري الشباب آمنوا بإمكانيات اللاعبين، ورأوا في هذه النتائج مجرد كبوة ليس إلا، وفي الوقت الذي كان فيه أنصار الفريق ينتظرون إقالة المدرب احمد عراب، راحت الإدارة المسيرة تجدد ثقتها في هذا المدرب. بعد الجولة السابعة بدأ الشباب يستفيق لكن ليس بالدرجة التي كان ينتظرها مسيرو الفريق، لكن الانطلاقة الحقيقية كانت بداية من الجولة ال14 أي قبل جولة واحدة من انتهاء مرحلة الذهاب. رغم قوة جمعية وهران الذي كان لا يقهر بملعبه، إلا أن عناصر الشباب عادت من الباهية بفوز ثمين، وهو الفوز الذي كان بمثابة جرعة أوكسجين للاعبين، وعلى مدار الجولات التسع الموالية سجل الشباب تسعة انتصارات متتالية، فقهروا جميع الأندية، حتى التي كانت قد هزمت زملاء لالماس بملعبهم كشباب باتنة ومولودية قسنطينة. ومن بين النتائج اللافتة للانتباه التي حققها الشباب والتي أثارت استغراب الجميع آنذاك، فوزهم الساحق على مولودية قسنطينة (8-1) وعلى ترجي مستغانم ب(4-1)، فقبل أن تدخل البطولة مراحلها الأخيرة، تصدر لاعبو الشباب الريادة، فلم يتمكن لا حامل اللقب اتحاد عنابة ولا اتحاد العاصمة من مزاحمته الأمر الذي مكن الشباب من انتهاء البطولة في الصف الأول عن جدارة واستحقاق، فرسم اسمه بأحرف من ذهب بحصوله على تاج البطولة رفقة العناصر التالية: ناصو ومهذبي وعمار وعبد القادر زرار وحميتي وشنان وكالام ولالماس وماتام لونيس وكموس وجمعة وعاشور وحماش. الثنائية الخالدة للشباب بعد أن ذاق شباب بلوزداد حلاوة اللقب الوطني في موسم 1964 - 1965، كان لزاما على عناصر هذا الفريق الذي لقب بأجاكس امستردام، من مواصلة تألقه في الموسم الموالي، حيث لم يكتف زملاء حسان لالماس باللقب الوطني بل دعموه بكأس الجزائر، وهو أول تتويج ثنائي بعد الاستقلال، وهو التتويج الذي دخل به الشباب تاريخ الكرة الجزائرية من أبوابه الواسعة. فور انطلاق الموسم الكروي 65 - 66 راحت عناصر الشباب تحصد الانتصار تلو الآخر، فلم يتمكن لا وفاق سطيف ولا مولودية وهران ولا مولودية قسنطينة ولا مولودية سعيدة صاحبة كأس الجزائر من الوقوف في وجه الشباب، نتائج فاقت كل التوقعات، وكم هم محظوظون عشاق الشباب في تلك الأيام، موسم الظاهرة هكذا كان يكتب في جل الصحف الوطنية، ومما كان يكتب عن صاحب اللونين الأبيض والأحمر، من يوقف قوة الشباب. من بين ال20 جولة، حقق الشباب 16 انتصارا، فكان يتصدر الريادة بدون عناء، وكانت جل النتائج جد عريضة، فتفوق على اتحاد البليدة بالبليدة 4-0 بنفس النتيجة تفوق على كل من النصرية 4 ومولودية وهران 5-2 ، وهزم مولودية قسنطينة، هذه النتائج مكنت الشباب أن يصل إلى خط هجومه إلى 68 هدفا، وتصدر الأصلع حسان لالماس ريادة الهدافين بمجموع 18 هدفا وحل ثانيا وزميله في الفريق عاشور ب13 هدفا، الأمر الذي لم يشكل احتفاظه بتاج البطولة مفاجأة. قوة الشباب تجلت كذلك في كأس الجزائر، حيث حقق نتائج فاقت هي الأخرى كل التوقعات، فرح بتفوقه على كل فريق يلاقيه، فقهر رائد القبة في المباراة النهائية بنتيجة لا تقبل أي جدل 3/1 تداول عليها الثنائي لالماس في الدقيقتين ال18 وال68 فيما وقّع الهدف الثالث ماتام لونيس قبل أربع دقائق من صافرة النهائية، اللقاء لعب للإشارة بملعب 20 أوت وأداره الحكم مزاحي، وخاضه الشباب بالتشكيلة التالية: ناصو، مذهبي ، زيتون، جمعة، حميتي، زرار، شنان، كالام ، لالماس، ماتام، عاشور: المدرب احمد زيتون. الفريق الوطني وراء حرمان الشباب على تاجه قد يتساءل البعض عن سر فشل شباب بلوزداد من خروجه صفر اليدين في الموسم الموالي الذي حصل فيه على الازدواجية، التي تحدثنا عنها مطولا في الحلقة الأخيرة، ويرى العارفون أن إخفاقه في موسم 1966 - 1967 وحتى الموسم الذي تلاه يعود بسبب وجود أكثر من خمسة لاعبين ضمن المنتخب الوطني، ويتعلق الأمر بكل من لالماس وكلام وعاشور وحميتي والحارس عبروق، وهي العناصر التي شكل غيابها في العديد من المباريات الأثر السلبي على نتائج الشباب، الأمر الذي جعل أصحاب الزي الأبيض والأحمر يخرج صفر اليدين في نهاية موسم 1966 -1967. الموسم الموالي1967 - 1968 ألم يختلف حالا عن الموسم الذي سبقه، حيث أنهاه الشباب للمرة الثانية بدون أي لقب، بالرغم من الترسانة الهائلة التي كانت تزخر بها تشكيلة الشباب يتقدمهم (الأصلع) حسان لالماس مع تدعيم الفريق باللاعب الكبير سالمي جلالي وكانت عدة عوامل وراء هذا التراجع من بينها مشاركة الفريق الوطني في دورة كأس إفريقيا للأمم بإثيوبيا، حيث كان شباب بلوزداد يشكل النواة الحقيقية للفريق الوطني. فتأجيل مباريات الشباب خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا، الأمر الذي شكل عائقا كبيرا للاعبين بعد خوضهم المباريات المتأخرة، وبما أن لاعبي الشباب الدوليين كان قد نال منهم العلياء، اضطر هؤلاء اللاعبون بعدم المشاركة في المباريات المتأخرة، الأمر الذي كلف الشباب غاليا، وخسر العديد من المباريات، أهمها تلك التي انهزم فيها بملعب 20 أوت أمام ترجي قالمة الذي كان يلعب مصطفى سريدي، ويقال أن هذه الهزيمة كانت من صنع اللاعبين كرد فعل منهم تجاه المدرب كمال لموي وتلكم هي حكاية سنرويها لكم لاحقا عبر هذه النافذة التاريخية. "الدولي" الثاني و12 هدفا في شباك النصرية مع نفس المدرب الذي قاد الفريق في موسم 1965 - 1966 لانتزاع الازدواجية، تمكن أحمد أعراب من إعادة نفس السيناريو، وتقريبا بنفس العناصر التي سطعت وتألق في الموسم السالف ذكره، يتقدمهم كل من حسان لالماس وجمعة لكن مع المدرب محمد عبروق الذي كان في بداية مسيرته الكروية. مع أولى جولات الموسم الكروي 1968 - 1969 راحت الآلة البلوزدادية بقيادة (الأصلع حسان لالماس) من قهر منافسيهم، وتبقى أكبر فوز سجله الشباب كان أمام الجار النصرية، حيث ألحق أصحاب الزي الأحمر والأبيض هزيمة جد نكراء بأصحاب الزي الأحمر والأصفر، فرغم أن فريق النصرية كان يحرس شباكه الحارس الدولي سعيد وشان والساحلي وعورا وعمار وبلامين وعبد القادر وسعدي وغيرهم من نجوم النصرية في تلك الأيام، إلا أن كل هذا لم يمنع الآلة البلوزدادية من إلحاق أثقل خسارة في تاريخ النصرية في بطولة القسم الوطني الأول توقفت عند الهدف السابع، لقاء العودة أمام النصرية انتهى هو الآخر لمصلحة الشباب بنتيجة 5/2، وفي المجموعة 12 هدفا في مباراتين. تطالعون في الجزء الثالث... الشباب في كأس إفريقيا للأندية البطلة .. ترى لماذا لم يكمل الشباب مسيرته في هاته المنافسة؟ كيف استعاد الشباب بريقه في نهاية عشرية الستينيات؟، لماذا حافظ على قوته على الأندية العاصمية؟ تلكم من بين الأسئلة التي ستجدون الإجابة عنها في الجزء الثالث من المسيرة الكاملة لفريق شباب بلوزداد، وإلى ذلكم الحين دمتم في رعاية الله وحفظه.