يوجد أسطورة كرة القدم الجزائرية حسان لالماس طريح الفراش بمستشفى مصطفى باسا الجامعي، بسبب الوعكة الصحية التي تعرض لها مؤخرا على مستوى القلب اضطر الأطباء المشرفين على علاجه وضعه تحت المراقبة الطبية الدقيقة، بعد ان ساءت حالته الصخية. ترى من هو حسان لالماس الذي يعتبر كما سبق الذكر اسطورة كرة القدم الجزائرية، أخبار اليوم واعترافا لما قدمه هذا اللاعب لكرة الجزائرية ستغوص في ذاكرته الكروية، من تاريخ ولادته الى تاريخ دخوله مستشفى باشا الجامعي. ولد بالعاصمة يوم 12 مارس 1943 ولد حسان لالماس بحي بلكور العتيق في الثاني عشر من شهر مارس 1943، في زمن الحرب العالمية الثانية. من عائلة فقيرة عاني حسن لالماس أثناء طفولته من حياة الفقر، بسبب الأوضاع المزرية التي كان يعيشها غالبية الجزائريين الذين كانوا يقبعون تحت السيطرة الفرنسية. معاناته أثناء طفولته أثرت إلى حد كبير في نفسية الفتى لالماس، لكن بالرغم من ذلك لم يمنعه من ميوله إلى رياضة كرة القدم. الانطلاقة ... وحكاية أبناء الكولون على غرار الكثير من شباب الجزائر بدا حسان لالماس ممارسة كرة القدم بين الأزقة والإحياء، وبما أن موهبته تجلت منذ أن كان عمره سبع سنوات، كان أبناء "الكولون" يحبذون أن يلعب بجانبهم، لكن وبما أن الفتى حسان علمه والده رحمه الله حب الوطن وعدم مخالطة أبناء الكولون، كان يجابه بالضرب أحيانا وأحيانا أخرى بالشتم، تولدت داخل أعماق الفتى حسان حب لا يساويه أي حب تجاه الوطن والإسلام. الانطلاقة في اولمبي العناصر بعد أن ذاع صيت الفتى حسن لالماس، عبر حي بلكور، امضى أول إجازة له في فريق اولمبي العناصر، في صنف الاصاغر وعمره لم يكن يتجاوز العاشرة. لالماس ... المجاهد أثناء اندلاع الثورة التحريرية عام 1954، كان حسن لالماس يبلغ من العمر 11 سنة، وأثناء صدور قرار تجميد النشاطات الكروية في الجزائر عام 1958 لتفرغ كلية لثورة التحريرية، كان حسن لالماس يبلغ من العمر 15 سنة ويلعب الشباب اولمبي العناصر، فلبى نداء جبهة التحرير الوطني وراح على غرار الكثير من الشباب يقدم الدعم اللوجيستيكي للمجاهدين على مستوى العاصمة. الأمر الذي جعل محل شبهات من طرف الجيش الفرنسي، لكن طريقة تعامله مع والسرية الكبيرة التي كان يستعملها حال دون كشف أمره، فكم كانت فرحة لالماس كبيرة في الخامس من جويلية عام 1962 باستقلال الجزائر، وكان يبلغ آنذاك 19 سنة وبضع أشهر. البقاء في العناصر فور استقلال الجزائر، عاد مجددا حسن لالماس إلى فريق اولمبي العناصر الذي لعب له إبان الثورة التحريرية، وكان له شرف أن يلعب إلى جانب العديد من نجوم كرة القدم الجزائرية في تلك الفترة نخص بالذكر صاحب أول هدف للمنتخب الجزائري بعد الاستقلال عبد الغني زيتوني، وكان يشرف على تدريب الاولمبي انذاك المدرب القدير عمي إسماعيل خباطو. 10 اهداف في لقاء واحد سجل حسان لالماس في الموسم الوحيد الذي لعبه بألوان اولمبي العناصر بعد الاستقلال أكثر من 60 هدف، وقد لا يصدق الكثيرون اذا قلنا أن ابن لبكور سجل في مباراة واحدة 10 اهداف، كان ذلك في شهر أكتوبر من عام 1962 بملعب بئر التوتة أمام الفريق المحلي، وهو اللقاء الذي انتهى بفوز الاولمبي بنتيجة تاريخية 18/0. لالماس في شباب بلكور بعد نهاية أول موسم رياضي في تاريخ الجزائر المستقلة والذي نال لقبه فريق اتحاد العاصمة، انتقل حسان لالماس إلى فريق شباب بلوزداد، رفقة العديد من لاعبي العناصر الذين كانوا يشكلون العمود الفقري لهذا الأخير. إبداع وفنيات في الشباب أبداع حسان لالماس في فريق الشباب، فبات في زمن قصير جدا احد محبي هذا الفريق الذي كان قد مضى على تأسيسه إلا سنة واحدة فقط، لكن رغم نشأته الجديدة إلا أن شباب بلكور وبعد ضمه لعدد كبير من اللاعبين الكبار، تمكن من سرق كل الأضواء من الأندية العصامية التي كانت تنشط انذاك وفي مقدمتها فريق البطل الاتحاد ومن جار هذا الأخير المولودية وحتى من فريق النصرية الذي كان هو الآخر يضم في صفوفه لاعبين ممتازين. اهداف بالجملة مع الشباب سجل حسان لالماس في موسمه الأول مع شباب بلوزداد 18 هدف، لكن رغم هذا العدد الكبير من الأهداف إلا ان ذلك لم يكفي الشباب في ولوج منصة التتويج الوطنية، لكن في المواسم الموالية كانت أهداف لالماس خيرا على أصحاب الزي الأحمر والأبيض بحصوله على لقب البطولة الوطنية ثلاث مرات وأمثالها بلقب كاس الجزائر ولقب كاس المغرب العربي. لالماس وموسم 65/66 دخل حسان لالماس موسم 65/66 يقوة، حيث قاد فريق شباب بلكور إلى الفوز في أكثر من لقاء، فكان يجيد تسجيل الأهداف من جميع الزوايا، كما ان مراوغاته كانت بمثابة سما قاتلا لكل لاعب حاول التصدي له. تحول حسان لالماس في الموسم السالف ذكره إلى محل تعاليق وأحاديث الجمهور الرياضي الجزائري، فرغم قلة وسائل الإعلام مقارنة بيومنا هذا إلا ان اسم لالماس بات عند أفواه الجميع، فكلما حل فريق الشباب في أي ملعب كان إلا ويجد لالماس نفسه محاطا بالمئات من المعجبين يريدون اخذ صور تذكارية مع نجم اسمه لالماس. النهائي التاريخي في اللقاء النهائي الذي جمع شباب بلوزداد مع اتحاد العاصمة عام 1969 سجل لالماس ثلاثية تاريخية في اللقاء المعاد بملعب 20 اوت، ولاتزال تلك الثلاثية التاريخية منقوشة بأحرف من ذهب في سجل كاس الجزائر، حيث لم يتمكن أي لاعب من بعد بمعادلة هذا الرقم. السداسية التاريخية يعد موسم 1969 /1970 الأحسن في مسيرة اللاعب حسان لالماس، كيف لا وهو الذي نال مالم ينله أي لاعب آخر في الجزائر، فبعد فوزه بلقب البطولة أضاف إلى رصيده لقب كاس الجزائر، وقبل ذلك ببضع أشهر كان شباب بلوزداد بقيادة الخماسي شنان وسالمي جيلالي وكالام وعاشور ولالماس بطبيعة الحال من انتزاع كاس المغرب العربي، ليختم انجازات تلك السنة بانتزاعه لقب أحسن هداف وأحسن لاعب في تلك السنة. لكن حتى وان تراجع مستوى الشباب في السنتين المواليتين لا ان لمعان الفريق بقي متواصلا في المغرب العربي باحتفاظه بالكأس المغربية لمرتين متتاليتين لتكون من نصيبه إلى الأبد في عام 1972. لالماس في المنتخب الوطني حسان لالماس من الريع الأول في المنتخب الوطني، حيث كان ضمن أول تشكيلة لعبت تحت الراية الوطنية، وهذا في مطلع عام 1963 أمام المنتخب البلغاري، تحت إشراف المدرب عمي إسماعيل خباطو، وهو اللقاء الذي انتهى بفوز منتخبنا الوطني بهدفين لواحد. 28 هدف في 73 مباراة دولية دام بقاء حسان لالماس في المنتخب الوطني ثماني سنوات، لعب فيها 73 مقابلة، سجل فيها 28 هدف، وبذلك يعد ثالث هداف للمنتخب الوطني بعد كل عبد الحفيظ تاسفاوت ولخضر بلومي. مواجهة اوغندا في الذاكرة من بين أحسن اللقاءات التي لعبها حسن لالماس مع المنتخب الوطني كواجهة اوغندا التي خاضها منتخبنا الوطني في نهائيات كاس أمم إفريقيا بإثيوبيا عام 1968، حيث سجل ثلاثية كاملة في اللقاء الذي انتهى لمصلحة منتخبنا الوطني بنتيجة 4/1، اهداف لالماس لا تزال راسخة في أرشيف ألكاس القارية. أحسن لاعب في كاس أمم إفريقيا بإثيوبيا 68 ومن بين أهم محطاته الكروية مع المنتخب الوطني ، حيث اختير لالماس أحسن لاعب في دورة أمم إفريقيا التي جرت عام 1968 بإثيوبيا، رفقة الايفواري لوران بوكو، فبالرغم من إقصاء المنتخب الوطني في الدور الأول، الا ان نال هذا اللقب الغالي. اسوء لقاء في مسيرة الأصلع من بين ال73 مباراة التي لعبها لمنتخب الوطني، الا ان اسوء مباراة تبقى تلك التي لعبها رفقة المنتخب الوطني أمام المنتخب التونسي أسابيع قليلة بعد عودته من أديس أبابا، بخروجه من مونديال المكسيك عام 1970 على يد المنتخب التونسي، وهو الإقصاء الذي شكل حينها صفحة سوداء للكرة الجزائرية بعد الاستقلال، بالنظر إلى العناصر اللامعة التي كانت تزخر بها التشكيلة الوطنية التي كان يقودها كل من رشيد مخلوفي وحسان لالماس. لالماس ومواجهة الروس إذا عدنا إلى بعض من مباريات لالماس مع المنتخب الوطني، تستوقفنا المباراة التي خاضها لالماس عام 1964 أمام المنتخب السوفياتي، بتسجيله هدف رائع في مرمى الحارس الأسطورة الراحل ليف ياشين والذي انتهى بهدفين لمثلهما في لقاء احتضنه ملعب 20 اوت العناصر سابقا. اعتزل دوليا في سن ال31 اعتزل لالماس اللعب دوليا عام 1971 وعمره لا يتعدى الثلاثين، تاركا المجال للاعبين الشبان بقيادة بتروني وباشي وفريحة وعطوي وغيرهم من شباب تلك الأيام. من الشباب إلى النصرية بعد ان فعل الاعاجيب في فريق شباب بلكور، قرر لالماس الانتقال إلى فريق الجار النصرية، رفقة زميله في الشباب مختار كالأم، ولعب لالماس إلى جانب عكاك والحارس وشان ونور بن زكري وغيرهم من نجوم الفريق في تلك الحقبة، لكن لم يكرر انجازاته التاريخية مع الشباب فقرر تعرك النصرية إلى الابد. من النصرية إلى اتحاد الصحة وبعد ان أحس لالماس بان راسياته القاتلة التي كان يرعب يها حراس المرمى باتت لا تجد نفعا، ترك أصحاب الزي الأصفر ولاحمر النصرية، وقرر الانتقال إلى فريق اتحاد الصحة رفقة زميليه في شباب بلوزداد الحارس عبروق ومختار كالأم، لكن سرعان ما ترك هذا الفريق. الاعتزال اعتزل حسن لالماس اللعب نهائيا عام 1976، لكن حتى وان اعتزل صاحب الراسيات القاتلة إلى ان ما تركه فوق الميدان لن يزول ولن يضمحل من ذاكرة كل مات عايش حسان لالماس. لالماس المدرب بعد اعتزاله الكرة بقي لالماس وفي لرياضته المفضلة كرة القدم، حيث اسند له تدريب الفئات الشبانية لشباب لعدة سنوات، وفي عام 1983 عين مدربا للمنتخب الوطني للأشبال. من النجومية إلى السرية وبعد رحيله من المنتخب عمل في المديرية التقنية للمنتخبات الوطنية في نهاية الثمانينيات لكن وبعد ان لاحظ ان الوسط الكروي بدا يتعفن قرر الابتعاد نهائيا من عالم الرياضة. الأصلع عرف حسن لالماس خلال مسيرته الكروية باسم الأصلع، كما ان البعض كان يناديه باسم "الكبش" نظرا لضربات الراسية القاتلة التي صنع بها مجد شباب بلوزداد وافرح الجمهور الرياضي الجزائري مع المنتخب الوطني. من النسيان الى المستشفى بعد ان عانى حسان لالماس الكثير من التهميش والنسيان، حتى بات مجهولا فالقلة القليلة من يعرفون ان للجزائر لاعبا كبيرا كان اسمه حسان لالماس، وفي عز النسان كما يقال، يعود لالماس للظهور لكن هاته المرة من بوابة المرض، بعد تعرضه كما سبق الذكر لوعكة صحية على مستوى القلب، يتواجد الان طريح الفراش بمستشفى مصطفى باسا، فتمناتنا بالشفاء العاجل إعداد / كريم مادي