وجه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية اللبنانية اتهامات رسمية بحق رئيس فرع الاتصالات الدولية التابعة لوزارة الاتصالات السلكية واللاسلكية، بجرم التخابر مع اسرائيل. وذكر موقع "لبنان الآن" ان القاضي صقر صقر ادعى على الموقوف ميلاد خليل عيد البالغ من العمر 66 عاما بالتعامل مع اسرائيل ودس الدسائس لديه واعطائه معلومات فنية بصفته رئيس فرع الاتصالات الدولية في وزارة الاتصالات، ومقابلة ضباط مخابرات في اماكن عدة خارج لبنان. وكانت السلطات اللبنانية قد اوقفت عيد الشهر الماضي للاشتباه بتجسسه لصالح اسرائيل. والموظف الجاسوس يعمل في شركة "أوجيرو" للهاتف الثابت التابعة لوزارة الاتصالات وتم القبض عليه بعد رصد حركة اتصالات بينه وبين اسرائيل. واشارت المعلومات الى ان الجاسوس وهو من بلدة المطلة - الشوف اعترف بانه يتعامل مع اسرائيل منذ سنوات، مشيرة الى انه يعمل في سنترال النهر، ويتبع للمديرية الفنية - قسم الاتصالات الدولية، وهو مسؤول عن كل الاتصالات الدولية التي تخرج من لبنان، وسبق له ان انهى خدماته بالتقاعد قبيل عام تقريبا، الا ان ادارة "اوجيرو" جددت له سنة اضافية. ويذكر ان الاجهزة الامنية اللبنانية كانت قد اعتقلت شربل قزي الموظف في شركة "الفا" للهاتف المحمول للاشتباه بتعامله مع اسرائيل في جوان الماضي، ولم تصدر معلومات رسمية عن نتائج التحقيق، الا ان تقارير اعلامية ومعلومات وردت على السنة نواب في حزب الله افادت بان الفني الموقوف عمد الى زرع اجهزة حصل عليها من اسرائيل في شبكة الاتصال اللبنانية. وتجدر الاشارة الى ان اعتقال قزي يأتي في سياق حملة واسعة بدأتها السلطات اللبنانية منذ افريل2009 وادت الى توقيف ما لا يقل عن 50 مشتبهاً به حتى الآن، لكن توقيف قزي هو الذي طرح التساؤلات الاكبر حيال مدى تغلغل الاستخبارات الاسرائيلية في لبنان من خلال قطاع الاتصالات. وعلى الرغم من كل التوقيفات وتشكيلها مادة للسجال على الساحة اللبنانية، الا ان اسرائيل لم تصدر اي تعليق يؤكد او ينفي تعامل اي من الموقوفين معها. وقد وصف الكثيرون في لبنان التوقيفات الاخيرة في مجال التجسس ب"صفعة في وجه الاستخبارات الاسرائيلية التي تجهد في جمع معلومات عن اهداف محتملة في لبنان وان بعض الموقوفين قد زودوا اسرائيل بمعلومات عن اهداف خلال حرب تموز 2006 التي شنتها ضد حزب الله".