أعلنت السفارة الأمريكية في كابول أن تحقيقا أجراه مسئولو الطب الشرعي أثبت أن هناك ستة أمريكيين بين ثمانية من عمال الإغاثة قتلوا على يد مسلحين شمالي أفغانستان، بينما أكدت وزارة الخارجية الألمانية أن من بين الضحايا امرأة ألمانية. وبدأ التحقيق المشترك للحكومة الأفغانية ومسئولين غربيين الأحد بعد أن تم نقل جثث عمال الإغاثة الأجانب الثمانية إلى العاصمة الأفغانية كابول. وقالت كايتلين هايدين المتحدثة باسم السفارة الأمريكية: "يمكننا الآن تأكيد وجود ستة أمريكيين بين القتلى في باداخشان" دون أن تحدد أسمائهم. وفي برلين، نددت الحكومة الألمانية بمقتل أفراد البعثة الطبية وقالت إنه "عمل قتل جبان"، ودعت إلى معاقبة المسئولين عنه. وأوضحت وزارة الخارجية الألمانية أن الضحية الألمانية (35 عاماً) تنحدر من ولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، دون أن تدلي بأي تفاصيل أخرى عن هوية المرأة. وأفادت الشرطة أن تحقيقا مستقلا لا يزال جاريا في شمال باداخشان لتحديد الجهة التي تقف وراء الهجوم الذي أودى بحياة خمسة رجال، جميعهم أمريكيون، وثلاث نساء، أمريكية وألمانية وبريطانية. وكانت الشرطة في شمال أفغانستان قد عثرت الجمعة على جثث موظفي فريق الإغاثة الطبي وبها أعيرة نارية في غابة نائية على الحدود بين إقليمي نورستان وباداخشان حيث قتلتهم مجموعة من المسلحين. وكانت هايدين صرحت في وقت سابق بأن فريقا قنصليا وعملاء من مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) منتدبين لدى السفارة الأمريكية في كابول يعملون مع نظرائهم الأفغان وممثلين من سفارتي المملكة المتحدةوألمانيا لمعرفة هويات ضحايا هذا الهجوم المأساوي. وأعلن ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، مسئولية الحركة عن قتل موظفي الإغاثة الذين قال إنهم مبشرون مسيحيون، وأشار إلى أن الفريق كان يتجسس لصالح قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في المنطقة ويبشر بالمسيحية عن طريق توزيع الإنجيل بلغة محلية. وفي تصريح لوكالة الأنباء الألمانية رفض ديرك فرانس مدير منظمة بعثة المساعدة الدولية (آي.إي.إم) التي كان يعمل لصالحها موظفو الإغاثة، تصريحات المتحدث باسم طالبان، وقال: هذا محض افتراء.. نحن لا نبشر بالمسيحية ولا نوزع الإنجيل، فهذا ليس عملنا، ونحن ملتزمون بالمهمة التي اتفقنا عليها مع الحكومة. وأكد فرانس أنه من المستبعد جدا أن تعلق المنظمة عملها بعد التأكد من أن الضحايا كانوا يعلمون لدى منظمات تابعة لها. وقال السفير الأمريكي لدى أفغانستان كارل دبليو ايكنبيري في بيان له: "تبنت طالبان المسلحة والمتطرفة المسئولية عن عمليات القتل هذه. إننا لا نعرف ما إذا كانوا (مسلحو طالبان) مسئولين عنها أم ببساطة يتبنون المسئولية عن أعمال جبانة وحقيرة ارتكبها آخرون". وأكد ايكنبيري مخاطبا المواطنين الأفغان :إن القتل الذي ارتكبوه يبيِّن الاستهانة التامة من طالبان ومتمردين آخرين لهم دوافع إرهابية بصحتكم (أيها الأفغان)، ولأمنكم ولفرصتكم. إنهم لا يأبهون بمستقبلكم، إنهم فقط يهتمون بأنفسهم وبأيديولوجيتهم. وشدد السفير الأمريكي على أنه رغم سقوط هؤلاء الضحايا، إلا أن حكومته ستواصل مساعدة أفغانستان حتى لا تصبح مرة أخرى عرضة للتهديد من جماعات إرهابية منحرفة. وهذا هو الهجوم الأكثر دموية الذي يتعرض له عمال إغاثة في أفغانستان. وكثف المسلحون مؤخرا من هجماتهم ضد أهداف أجنبية مدنية في ظل تزايد أعداد القوات الأجنبية في أفغانستان.