رصد علماء فضاء اختفاء مفاجئا لهالة مضيئة من الغبار حول نجم يشبه الشمس دون أن يعرفوا حقيقة ما حدث. وقال بن زوكرمان أحد أعضاء فريق الباحثين الذين نشروا نتيجة الدراسة في دورية (نيتشر) إن الهالات الغبارية المحيطة بالنجوم يمكن أن تشكل كواكب صخرية مثل الأرض. ويمكن رؤية هذه الهالات -المكونة من مادة غبارية ساخنة- بواسطة تلسكوبات تعمل بالأشعة تحت الحمراء. وشوهدت الهالة للمرة الأولى في 1983 بواسطة قمر صناعي تابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) حول النجم (تي. واي. سي 82412652). وظلت الهالة متوهجة لربع قرن قبل أن تختفي في غضون عامين ونصف. وأكدت صورة التقطها مرصد جميني في لاسيرينا في شيلي في الأول من ماي الماضي اختفاء الهالة. وقال زوكرمان عبر الهاتف من جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس إن علماء الفلك اعتادوا رؤية أحداث تتداعى على مدى ملايين أو مليارات السنين، ولذلك فإن زوال هالة مضيئة في أقل من ثلاث سنوات هو شيء مثل لمح البصر في عالم الفلك. وأضاف أن الهالة أثناء وجودها كانت تبعد عن نجمها كبعد كوكب عطارد عن الشمس أو حوالي نصف المسافة بين الشمس والأرض. وقال إن النجم الذي كانت حوله الهالة حديث النشأة نسبيا إذ أن عمره عشرة ملايين عام فقط مقارنة بالشمس التي عمرها 4.6 مليار عام. وأضاف أن الهالة التي كانت تحيط عن قرب بالنجم كانت تضم 'كمية هائلة من جزئيات الغبار الدقيقة). وقال إن هالة بهذه المكونات حول نجم كان من المفترض أن تتحول إلى كوكب مثل كوكب الأرض في النظام الشمسي لكنها اختفت فجأة. وأضاف قائلا (في الواقع فإننا لا نعرف بالتفصيل من أين جاء الغبار وبالتأكيد فإننا لا نعرف سبب اختفائه بهذه السرعة). ومن المحتمل أن يجعل الاكتشاف علماء الفلك يعيدون النظر في أفكارهم بشأن ما يحدث عندما تتشكل الأنظمة الشمسية. وفي لندن عثر علماء الفلك في ألمانيا على ما اعتبروه (جسرا) يربط بين ركامين من المجرات في الفضاء الكوني وقالوا إن هذا الجسر يتكون من مادة سوداء اللون. وأشار الباحثون تحت إشراف يورج ديتريش من مرصد جامعة ميونيخ في مجلة (نيتشر) إلى أن ما عثروا عليه هو أول (دليل دامغ على وجود شبكة كونية من مادة سوداء يعتقد العلماء أنها تتخلل الكون كله). وقال الباحثون إن الحقائق التي رصدها العلماء سابقا في هذا الاتجاه دحضتها معلومات أخرى أو ردت بسبب سوء البيانات الداعمة لها أو بسبب عدم اتساقها مع حقائق الفيزياء. والمادة السوداء حسبما يظهر من اسمها هي مادة لا يمكن رؤيتها بشكل مباشر، كما أن تركيبتها لا تزل لغزا يحير العلماء حتى الآن غير أنه يمكن العثور عليها من خلال تأثيرها الجاذب. لذلك فإن مما يعرفه العلماء عن هذه المادة هو أن وجودها في الكون يتكرر خمس أمثال تكرر المادة العادية التي يتكون منها الإنسان والمنازل والنجوم والكواكب. وبحسب أكثر النظريات الفلكية انتشارا، تمتد شبكة من مادة سوداء عبر الكون كله وتتكون تراكمات من المجرات في نقاط تقاطع هذه الشبكة، وهي تراكمات يحتوي كل منها على عدة مجرات مثل مجرة درب اللبانة الذي تتبعه شمسنا وما يتبعها من كواكب.